« فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ وَقَبِلَهُ فَرِحًا» ( لو 19: 6 )
إن المُخلِّص عادةً ما يقصد ما يقول؛ إنه دائمًا صالحٌ ككلمته. لقد قال لزَكَّا العشار إنه ينبغي أن يمكث اليوم في بيته. وهكذا فعل؛ والسبب الذي أعطاه الرب لأن يكون ضيف رجل خاطئ، هو «أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ» ( لو 19: 10 ). لقد قَبِل زَكَّا الرب يسوع؛ لم يقبل نظريات معينة ولا طقوسًا أو فرائض، بل قَبِلَ الرب نفسه. لقد آمن أن رب المجد يُحبه، وجاء من السماء ليفدي مخلوق خاطئ وغير مستحق مثله. هذه النعمة البديعة لم تُرِيحْهُ فحسب، بل جعلته يتضع إلى روح الحكم على ذاته والاعتراف، وأيضًا ألزمته بخدمة المسيح وتبعيته.
لا أحد يقبَل الرب يسوع دون أن يكون سعيدًا. إن زَكَّا «قَبِلَهُ فَرِحًا». إن نصيب أولئك الذين قبلوا الرب يسوع يتضمن بركات حاضرة، وأيضًا مستقبلة «أَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ» ( يو 1: 12 ). إن معرفة محبة الله في المسيح ابنه لنا كخطاة فجار، تقود إلى العتق الأبدي من الدينونة، وملء كمالها الثابت يملأ النفس بالبهجة والسلام.
لكن ما أتعس مصير من لا يُسْرِعْ وَيَنْزِلْ، ويقبل المخلص! قال الرب يسوع: «إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ» ( يو 8: 24 )، وبالتالي فإننا نرى أن أولئك الذين لا “يُسرعون” الآن بالمجيء إلى الرب يسوع للخلاص، يُسرعون في طريق الهلاك الواسع. وأولئك الذين لم “ينزلوا” الآن كقول بشارة المٌخلِّص، سيُطرحون فى الظلمة الخارجية حسب أمر ديان الكل. ثم الأبدية ... الأبدية لا بد أن تُغلق إلى الأبد على كل أمل ورحمة، أمام البكاء والعويل وصرير الأسنان، في الظلمة واليأس، ليكون هو النصيب الذى لا يتغير لكل من لا يطيع دعوة المخلص.