الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 14 سبتمبر 2025 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا
«جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ» ( أع 10: 38 )
أعمال10: 38 عبارة عن مُجمَل وجيز لحياة ربنا يسوع المسيح كإنسان عاش في العالم، وكانت حياته هنا على الأرض وقْفًا على إتمام إرادة الله، وعمل رضاه، وتمجيد اسمه القدوس، ولهذا يقول الكتاب «مَسَحَهُ اللهُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَالْقُوَّةِ»، وفي سبيل تنفيذ إرادة الله الصالحة «جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا». وما أجمل هذا التعبير: “جَالَ يَسُوعُ” كضيف سماوي ونزيل وغريب، وديع ومتواضع القلب. فهو الفريد في ذاته والعجيب في حبه، إذا تكلَّم فيتكلَّم كمَن له سلطان، وليس كباقي الناس العاديين، وإذا تحرَّك وجالَ فوجهته الوحيدة مَحض الخير للناس الذين عرفوه بهذا الاسم فقط «يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ»، ولهذا احتقروه ونظروا إليه نظرة استخفاف وازدراء، وأساءوا فهم مقاصده مرارًا، وبالرغم من ذلك لم يتحوَّل عن قصده الصالح «جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا».

«جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا» وهو غير معروف من كثيرين، ولم يعتَّد به أحد، وكأن الجميع في غير حاجة إليه، غريب بلا مأوى في هذا العالم الذي كوَّنته يداه. لم يطلب قط مديحًا من الناس، ولم ينتظر خيرًا من بين أيديهم. ومن الصباح إلى المساء يتجول من بلد لأخرى، غرضه الوحيد أن يصنع خيرًا. فالأولاد الصغار لهم مكانة في قلبه وبين ذراعيه، والعشارون والخطاة عندما أتوا إليه قَبِلهم فرحًا، ووجدوا فيه الراحة. وكل حزين مكسور القلب التجأ إليه، استنار وجهه وتعزى قلبه. وكل مَن كان مُعذبًا من جَراء عواصف وزوابع هذه الحياة وجد فيه المرفأ الأمين والحصن الحصين. وما من مريض أتى إليه راجيًا الشفاء إلا وحصل على مبتغاه مهما استعصى مرضه واشتدت علَّته، لأن كلمة من يسوع كافية لنوال الشفاء التام. وهكذا كان يسوع على استعداد تام لخدمة الجميع؛ الرفيع والوضيع، الغني والفقير، الشيخ والحدث، الصديق والعدو على السواء «جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا».

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net