الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 13 سبتمبر 2025 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أَنْتَ ابْنُ اللهِ!
«فَرَضُوا أَنْ يَقْبَلُوهُ فِي السَّفِينَةِ. وَلِلْوَقْتِ صَارَتِ السَّفِينَةُ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي كَانُوا ذَاهِبِينَ إِلَيْهَا» ( يو 6: 21 )
معجزة السير على الماء هي معجزة مُرَكَّبة: فالمسيح مشى على الماء، وجعل بطرس يمشي أيضًا على الماء، ثم نرى معجزة ثالثة فيها، وهي أنه «لَمَّا دَخَلاَ السَّفِينَةَ سَكَنَتِ الرِّيحُ»! وأما المعجزة الرابعة فهي مذكورة في يوحنا 6: 21، إذ بمجرد دخولهما السفينة بلغت السفينة المرفأ الذي كانوا يريدونه.

وما أروع هذا الفكر: المسيح دخل السفينة، وللوقت صارت السفينة إلى الأرض التي كانوا ذاهبين إليها! ونحن أيضًا ليتنا نُدخله إلى قارب حياتنا لنتمتع بقوته وسلامه. على أن النصرة النهائية عندما يأتي لأخذنا، فنطير إليه. هذا ما يسمى في الوحي اختطافًا ( 1تس 4: 17 ). في لحظة نكون في هذا العالم نعاني، وفي اللحظة التالية نكون مع المسيح في ملء المجد والبركة وذلك إلى أبد الآبدين!

والتلاميذ في معجزة البحر السابقة قالوا فيما بينهم: «أَيُّ إِنْسَانٍ هذَا؟» ( مت 8: 27 ). لكنهم هذه المرة، عرفوه، فسجدوا له قائلين: «بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللهِ!». وهنا نقرأ عن أول سجود من التلاميذ للمسيح، وأول اعتراف علني وجماعي أنه ابن الله. فالظروف العصيبة تجعلنا ننمو في معرفة ربنا يسوع المسيح، وتجعلنا نحبه ونُقَدِّره أكثر. إن معجزة الشبع لم تَقُدْهُم لمعرفة سمو مجد المسيح، وأما معجزة الضيق فكان لها بركات أعظم من معجزة الشبع. قديمًا عمل إيليا النبي معجزة شبع عجيبة مع أرملة صرفة صيدا، ولكنها لم تفطن لعظمة النبي الذي كان نازلاً عندها، ولكن عندما عُصِرت بتجربة قاسية، وهي مرض ابنها الوحيد، ثم موته، وأقامه إيليا، قالت له: «هذَا الْوَقْتَ (وليس قبل ذلك) عَلِمْتُ أَنَّكَ رَجُلُ اللهِ» ( 1مل 17: 24 ). وهكذا التلاميذ هنا عرفوا أخيرًا من هو هذا؛ عرفوا أنه بالحقيقة “ابْنُ اللهِ”، وسجدوا له.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net