الله أمين. كلمة وعده أكيدة. الله أمين في كلِّ تعاملاته مع شعبه. يمكنك أن تتكّل عليه باطمئنان. لم يوجد أحد اتكل عليه هباءً. إن الأمانة جزء أساسي من شخصية الله. هذا هو أساس ثقتنا فيه «لأَنَّ الَّذِي وَعَدَ هُوَ أَمِينٌ» ( عب 10: 23 ).
هناك أوقات في حياة الجميع حين يكون من الصعب، حتى على المؤمنين، أن يؤمنوا أن الله حقًا أمين. يخضع إيماننا للاختبار المرير، وتوضع سحابة من الدموع على أعيننا، ولا نعود نقدر أن نتتبع أعمال محبته. تتشتت آذاننا من ضوضاء العالم، وتُنهَك من همسات الشيطان الإلحادية، ولا نعود قادرين على سماع الهمسات الحلوة لصوته الهادئ المنخفض. تم إحباط خطط غالية علينا. خذلنا أصدقاءٌ كنا نعتمد عليهم. تعرَّضنا لخيانة أخ أو أخت مزعومين في المسيح. نترنَّح. حاولنا أن نكون أمناء لله، لكن الآن توجد سحابة سوداء تخفيه عنا. نجد أنه من الصعب، نعم، ومن المستحيل، أن يقبل العقل الجسدانيّ وجود تناغم بين العناية الإلهية العابسة ووعوده الثمينة.
ولكن حين تُوضَع أمام تجربة الشك في أمانة الله، اصرخ: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ!». رغم أنك لا تقدر الآن أن ترى تناغمًا بين تعاملات الرب الغامضة وإعلانات محبته، اصبر له ليُعطيك نورًا أكثر. في وقته الحسن سيوضح لك الأمر «لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ، وَلَكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ» ( يو 13: 7 ). ستعلن لك النهاية أن الله لم يترك ابنه أو يخدعه «وَلِذَلِكَ يَنْتَظِرُ الرَّبُّ لِيَتَرَأَّفَ عَلَيْكُمْ. وَلِذَلِكَ يَقُومُ لِيَرْحَمَكُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهُ حَقٍّ. طُوبَى لِجَمِيعِ مُنْتَظِرِيهِ» ( إش 30: 18 ).
يا قديسيه الخائفين، تشجعوا من جديد، هذه الغيوم التي تُرهبكم، تذخَر بالرحمة، وستتحول إلى بركات على رؤوسِكُم.