الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 19 أغسطس 2025 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بِالإِيمَانِ أَطَاعَ
«بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ» ( عب 11: 8 )
من المفيد أن نتذكر ما قاله استفانوس في خطابه أمام المجمع اليهودي: «ظَهَرَ إِلهُ الْمَجْدِ لأَبِينَا إِبْرَاهِيمَ» ( أع 7: 2 ). ويا لها من كلمة عجيبة يستهل بها خطابه، ولكن أعجب منها بكثير ما ينتهي به خطابه هذا، عندما شَخَصَ إلى السماء وكان ناظرًا الرب يسوع قائمًا عن يمين اللّه، فقال: «هَا أَنَا أَنْظُرُ السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً، وَابْنَ الإِنْسَانِ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ» (ع56). كانت البداية أن ظهر إله المجد لإنسان على الأرض، وفي النهاية ظهر إنسان في مجد اللّه في السماء. وبعد أن اتخذ الرب يسوع مكانه في المجد، استطعنا نحن أن نرى بوضوح ما كان إبراهيم قد رآه على نحوٍ غامض، وهي النتيجة الكاملة لدعوة اللّه. إننا، مثل إبراهيم، قد دُعينا بحسب مقاصد اللّه ( 2تي 1: 9 )، وهذا يعني أننا قد دُعينا من هذا العالم الحاضر ليكون لنا نصيب مع المسيح في منازل المجد، حيث يقيم هو، لنكون حقًا معه ومثله، لنكون مُشابهين صورة ابن اللّه ( في 3: 14 ؛ رو8: 29؛ 2 تس2: 4).

وفضلاً عن ذلك، فإننا في إبراهيم لا نرى فقط شرحًا بارزًا لدعوة اللّه، ولكن أيضًا نرى مثالاً واضحًا لاستجابة الإيمان. فإننا نقرأ: «فَخَرَجَ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي» ( عب 11: 8 ). أن تخرج من وطنك ولا تعلم إلى أين تذهب، يراه الإنسان الطبيعي أنه جنون، ويتنافى مع العقل والمنطق والرزانة. ومع ذلك فإنه محك مناسب لإبراز الإيمان. لقد كان كافيًا لإيمان إبراهيم أن يدعوه اللّه، ويكفي أن اللّه كان يعلم إلى أين سيقوده. إننا نطلب في بعض الأوقات أن نرى مُسَبّقًا نتيجة خطوة الطاعة التي نشتاق أن نتخذها بحسب كلمة اللّه، عندئذ نتردد في اتخاذ الخطوة. إن الحيطة التي فينا كبشر تجعلنا نَزِن النتائج بكل عناية. أما الأمور الإلهية فتتطلب الإيمان الذي يترك نتيجة الطاعة هذه مع اللّه.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net