إننا لَنستطيع أن نذكر كم زوجة انكسر خاطرها، كمثال على هذا المبدأ؛ النِّير الْمُتَخَالِف. وكم زوجًا تاعسًا صار عيِّنة حيّة للمبدأ ذاته. فلقد نهى الله نهيًا صريحًا عن النِّير الْمُتَخَالِف؛ والكلمة في هذا الشأن واضحة، والقديس الشاب يعرفها وهي في ضميره، وكذلك القديسة الشابة. غير أنه يحدث أن يعترض سبيل أيهما شاب أو فتاة، يبدو حسنًا كشريك المستقبل. فيتطور الاحترام إلى عاطفة، وتنضج العاطفة لتصبح حُبًا، ومن ثم يُطرح اقتراح الزواج، وعندئذ تبدأ فترة الشك والتردد. إن كلمة الله واضحة كل الوضوح، ولكن وصاياها الواضحة كثيرًا ما تُنسى، ولا تُذكر إلا صفات الملاحة والحسن. أما أن الطرف الآخر لم يخلص بعد، فتلك مسألة يُتجاوز عنها. قد يكون للطرف الآخر استعداد لحضور اجتماعات المؤمنين، ورغبة في سماع أقوال الكتاب، فيحسب المؤمن أو المؤمنة أن ذلك برهان على بداية عمل الله في النفس. وأخيرًا يقع الشريك المؤمن في الفخ، ويدخل تحت ضغط النِّير الْمُتَخَالِف، الأمر الذي تتبعه فورًا حياة كلها ندم. وفي معظم الحالات سرعان ما يتبدد الاهتمام بالأمور الإلهية ويموت مع الأسابيع الأولى من الحياة الزوجية، ويحل في مكانه، إن لم تكن مقاومة علنية مكشوفة، فعلى الأقل برود وعدم مبالاة بالأمور الأبدية التي لا يمكن أن يعوضها اللطف أو الاحترام. وهكذا يقع الجانب المولود من الله في تعاسة مزدوجة، فمن جهة يستشعر ضميره، الذي لا بد أن يستيقظ بعد فوات الأوان، بحالة عدم الطاعة التي وضع نفسه فيها؛ إذ يتحقق أن الشريك الذي أحبه لا يهتم بالله أو مسيحه. ومن الجهة الأخرى فما لم ينتبه هذا الشريك البائس، ويُقبل إلى المسيح فيخلص، فإن هذين اللذين أحب كلاهما الآخر على الأرض لابد أن ينفصل أحدهما عن الآخر طوال الأبدية.