الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 7 أبريل 2025 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
دَعَا تَلاَمِيذَهُ
«ثُمَّ دَعَا تَلاَمِيذَهُ الاِثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا، وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ» ( مت 10: 1 )
في ختام الأصحاح السابق قال الرب يسوع لتلاميذه: «اطْلُبُوا مِنْ رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ» ( مت 9: 38 ). وهنا في بداية أصحاح 10 ونتيجة هذه الصلاة، يقوم هو بإرسال الرُّسُل الاثني عشر. فالمسيح هو نفسه “رَبُِّ الْحَصَادِ”، وهو “رَبُّ السَّبْتِ أَيْضًا” (12: 8)؛ وهو “رَبُّ الْمَجْدِ” ( 1كو 2: 8 أع 10: 36 )، وهو “رَبُّ الْكُلِّ” (أع10: 36).

وهو أمر جميل وذو دلالة أن الجماعة التي صَلَّت لأجل العمل، كانت هي بعينها الجماعة المُهَيَّئة لكي يُرسلها المسيح. وهو كثيرًا ما يحدث معنا: الله يضع على قلوبنا أن نُصلي لأجل شيء يُثَقِّلنا به، ثم يدعونا لكي نُتمِّم هذا الذي صلينا لأجله، فنكون نحن استجابة صلاة أنفسنا (انظر نحميا 1؛ 2).

والمسيح هنا دعا الرُّسُل وليس أجبرهم أو سخَّرهم على العمل. وهم نظروا إلى هذا الأمر على أنه تشريف أكثر منه تكليف. كان المسيح قد سبق ودعا أشخاصًا، كل واحد منهم على حدة، لاتباعه كتلاميذ. أما هنا فقد دعاهم ليكونوا رُسُله. وعندما أرسلهم فقد أعطاهم سلطانًا ليعملوا أعماله هو، وهو سلطان على كل قوى العدو، وعلى كل نتائج الخطية، ليشهدوا - بكلامهم وأفعالهم - بالملكوت الذي اقترب.

ويخبرنا البشير مرقس 3: 13 أن المسيح «صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ وَدَعَا الَّذِينَ أَرَادَهُمْ فَذَهَبُوا إِلَيْهِ». والمعنى الروحي لذلك جميل: فالدعوة لخدمة الرب تأتي دائمًا من فوق، وليس من أسفل؛ أي من الرب لا من الناس ( غل 1: 1 ). فلا يصلح أن يُقِيم أحد نفسه، ولا يصلح أيضًا أن يُقيمه الناس، بل الرب هو الوحيد الذي له الحق في هذا.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net