ناح صموئيل على شاول الملك الذي رفضه الله، لأنه لم يستطع أن يحكم الشعب ويقوده بطريقة تمجد الله ( 1صم 12: 19 ). والرب وضعه جانبًا ليُعيّن آخر. وهذا الإجراء المزدوج يُشبه ما يريد الله أن يُدخله في حياتنا الشخصية. يريد الله أن يقول لكل منا: كُف عن النوح على نفسك، اخرج من سلبيتك واذهب ابحث عن الملك الجديد الذي عيّنته ليأخذ مكانك! لقد ظهر فشلنا في الجلجثة حيث قد تمت إدانتنا، وصُلبنا مع المسيح. لكننا بالرغم من ذلك نبحث عن حلول أخرى غير التي أظهرها الله لنا، فيقول البعض: قدم وعودًا لله، وآخرون حسِّن النقاط الفلانية في حياتك، وآخرون اطلب اختبارًا خاصًا للروح القدس، وآخرون انفصل عن كل مَنْ ترى أنه غير طاهر. وإلى حد ما - على غرار ما فعله صموئيل - نحن نختبر أبناء يَسَّى، ولكن ولا واحد من هذه الحلول يمكِّن من الجلوس ( 1صم 16: 11 )، فلا إمكانية للجلوس أو الراحة مع بني يَسَّى. ولكي نعرف حياة السلام والراحة، تدعونا الكلمة لأن نُنزل شاول عن العرش (أي الذات) ونُصعد داود (أي الرب يسوع) بدلاً منه. إنه الوحيد الذي يقدر أن يعطينا حياة النُصرة «شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ» ( 1كو 15: 57 ).
ولنلاحظ كيف يُقدَّم لنا داود؛ لم يكن يبدو عليه أنه رجل فتوحات، ولم يُطلب منه أن يقوم بتعريف نفسه. إن ذلك الشاب الذي «كَانَ أَشْقَرَ مَعَ حَلاَوَةِ الْعَيْنَيْنِ وَحَسَنَ الْمَنْظَرِ» ( 1صم 16: 12 )، هو ببساطة؛ الذي اختاره الله ليكون ملكًا على شعبه. إنه «يُحْسِنُ الضَّرْبَ (بالعود)، وَهُوَ جَبَّارُ بَأْسٍ وَرَجُلُ حَرْبٍ، وَفَصِيحٌ وَرَجُلٌ جَمِيلٌ، وَالرَّبُّ مَعَهُ» ( 1صم 16: 18 ). هل نريد نحن أيضًا أن نعطي للرب يسوع المسيح المكان الذي يريده الله في حياتنا؟