الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 5 فبراير 2025 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مكان الأمان الوحيد
«لَمَّا سَمِعُوا ... خَرَجُوا وَاحِدًا فَوَاحِدًا» ( يو 8: 9 )
وقف أصحاب الاتهام غير خجلين، يحيطون بالمرأة وهي في وسطهم، ويلحون في طلب الجواب على سؤالهم: «مُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟». ولكن “ربي وإلهي ومُخلِّصي” كان يريد أن أولئك الذين يقيمون الاتهام يختفون، لتجد النفس وقتًا - في حضرته المقدسة - لتشعر بشناعة الخطية ونجاستها وجريمتها، وكلها اقتناع بعدالة وهول عقوبتها، وكلها نيَّة منعقدة على التوبة عنها، وعدم العودة إليها، وكلها توسل صامت للرب لانتشالها من خطيتها، وإنقاذها من عقوبتها، من نارها وفضيحتها. وعندما يضيع كل أمل، وتدق ساعة اليأس من الذات، وعندما يرى الرب القلب المنكسر والروح المنسحقة، ويجد علامات التوبة الحقيقية والشوق المُلح، وعندما تتحول النفس من خطيتها إليه في رغبة عميقة، عندئذ يلتفت إليها بعينيه الوديعتين الفاحصتين، ويقول هو: لا دينونة «يَا امْرَأَةُ ... ولاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا» ( يو 8: 10 ، 11). ومن المؤكد أنها ذهبت، وفي طاعة لأمر المسيح، دخلت حياة جديدة من القداسة والطهارة والسلام والأمان والإيمان. فالحياة المُلوثة القديمة قد مضت، وأصبحت خليقة جديدة.

هنا مكان الأمان الوحيد الذي يُمكن للخاطئ أن يقوم فيه، ألا وهو محضر مُخلّص الخطاة. هنا نرى قلب الله. هنا طريق الرب يسوع لعلاج الخطية. إننا لا نقدر أن نقضي على الزنا برجمه بالحجارة، ولكن الرب يسوع يستطيع أن يلمس القلب البشري، بلمسة العطف والغفران، وعلى أساس كفارة الصليب، يغفر كل الخطايا، فتنهض الساقطة امرأة جديدة، تذهب ولا تُخطئ! بل ويُرسلها لتُخبر الآخرين عن قصة الحب العجيب، التي انتصرت – بالنعمة والحق - في صراعها مع سقوط الإنسان وخطيته. فيا لروعة النعمة! يا لغناها! يا لسموها!

فـايـز فـؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net