الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 26 أكتوبر 2025 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
معركة الصليب
«فَرَكَضَ دَاوُدُ ... وَأَخَذَ سَيْفَهُ ... وَقَتَلَهُ وَقَطَعَ بِهِ رَأْسَهُ» ( 1صم 17: 51 )
في معركة وادي البُطم نرى صورة لمعركة الجلجثة ضد الشيطان، ونصرة المسيح الساحقة، كما أشارالرسول بولس قائلاً: «لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، وَيُعْتِقَ أُولئِكَ الَّذِينَ - خَوْفًا مِنَ الْمَوْتِ - كَانُوا جَمِيعًا كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ» ( عب 2: 14 ، 15). وفي معركة الجلجثة نرى تحقيقًا للنبوة القديمة أن نسل المرأة يسـحق رأس الحية ( تك 3: 15 )؛ «إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ أَشْهَرَهُمْ جِهَارًا، ظَافِرًا بِهِمْ فِيهِ (في الصليب)» ( كو 2: 15 ). لقد دخل المسيح المعركة لأجل مجد الله وكرامته التي أُهينت بسبب الخطية، ولأجل خلاص الإنسان المسكين والمُستعبَد من الشيطان.

ولقد حُسمت المعركة في وادي البُطم بحـجرٍ واحد أملس من الوادي رمته يد الراعي، وكانت هذه هي نصرة الإيمان. هنا نرى سلطان الله وسيادته في توجيه الحجر إلى جبهة جليات، والقوة التي رشق بها. وما أسرع انهيار الآمال الـتي تُبـنى على قوة الجسد الفانية في أروع مظاهرها. إن كل مَن رأى ذلك الجبار وتطلع إلى الغلام الأعزل والأشقر، ارتجف خوفًا على مصير داود على يد جليات. فمَن كان يظن أن كل عدة الحرب هذه لم تُجدِ نفعًا أمام مقلاع راعٍ صغيرٍ أعزل، وحجرٍ أملس من الوادي! لقد خابت كل آمال الفلسطينيين. ولقد كان الله عاملاً بقوة بيد شـخص لم يعرفوه كالملك، وكان في أعينهم مجرد راعٍ صغير.

«وَأَخَذَ دَاوُدُ رَأْسَ الْفِلِسْطِينِيِّ وَأَتَى بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَوَضَعَ أَدَوَاتِهِ فِي خَيْمَتِهِ» ( 1صم 17: 54 ). فالذي نزل إلى الوادي وحده صعد منتصرًا ومعه رأس الفلسطيني بيده. وهكذا المسيح بموته، حيث نزل إلى أقسام الأرض السفلى، هزم مَن له قوة وحُجة الموت أي الشيطان، وصعد فوق جميع السماوات، وقد سبا سبيًا.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net