“يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ” ... هذا الاسم - اسم الاحتقار - ورد أربع عشرة مرة في الأناجيل وسبع مرات في سفر الأعمال، أي إحدى وعشرين مرة في العهد الجديد. والله لم يحتقر النَّاصِرة، ولكن الإنسان أحتقر يسوع لأنه جاء من النَّاصِرة.
لما جاء فِيلُبُّسُ إلى نَثَنَائِيلَ وقال له: «وَجَدْنَا الَّذِي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى فِي النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءُ، يَسُوعَ ابْنَ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ»، قال له نَثَنَائِيلُ: «أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ صَالِحٌ؟»، مُعبِّرًا بذلك عن نظرة الاحتقار لتلك القرية. والجمع يقول لبَارْتِيمَاوُس الأعمى «يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ مُجْتَازٌ» ( لو 18: 37 ). والعسكر أيضًا في جثسيماني كانوا يطلبون «يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ» ( يو 18: 5 ، 7). وهكذا تسميه الجارية التي أنكره أمامها بطرس «نَظَرَتْ إِلَيْهِ (إلى بُطْرُسَ) وَقَالَتْ: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» ( مر 14: 76 )، وأيضًا بيلاطس في الكتابة التي وضعها على الصليب يقول: «يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ مَلِكُ الْيَهُودِ» ( يو 19: 19 ).
لكن في صباح القيامة ينطق الملاك بنفس هذا اللقب للنساء اللواتي أتين إلى القبر قائلاً «لاَ تَنْدَهِشْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ. قَدْ قَامَ!» ( مر 16: 6 )؛ فيجعله من ألقاب أمجاده. وتلميذا عمواس تكلَّما أيضًا عن ِ“يَسُوعَ النَّاصِرِيّ”، وأنه «كَانَ إِنْسَانًا نَبِيًّا مُقْتَدِرًا فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ». وفي سفر الأعمال يبرز اسم الاحتقار هذا باعتباره الاسم الوحيد الذي «بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ» ( أع 4: 10 ، 12). وأخيرًا ينطق الرب نفسه بهذا الاسم عن نفسه وهو في قمة المجد مُخاطبًا شَاوُل الطَرْسُوسي قائلاً: «أَنَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ» ( أع 22: 8 ).