الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 8 أغسطس 2025 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الْبِرّ والنِّعْمَة
«جَعَلَ (دَارِيُّوسَ) قَلْبَهُ عَلَى دَانِيآلَ لِيُنَجِّيَهُ» ( دا 6: 14 )
بعد أن جمع أعداء دَانِيآل أدلتهم، ذهب هؤلاء الرجال إلى الملك ليذكّروه بمواد المرسوم المُوَّقع منه، الذي يجب عليه أن يعترف به. وعندئذ، قدَّموا له تهمتهم مُشيرين إلى حقيقة أن دَانِيآل لا يحترم الملك ويتجاهل مرسومه. وقد أحجب الوزراء عن ذكر حقيقة أن دَانِيآل كان يُقدِّم طلبته لإلهه بحسب ناموسه (ع11-13). وفي سبيل إنجاح خطتهم، فإن هؤلاء الرجال اعتمدوا على كبرياء وغرور الملك، وأمانة دَانِيآل نحو إلهه. فلو وقف الملك ضد كبريائه الذاتي، أو لو كان دَانِيآلُ غير مُخلص لله، لباءت خطتهم بالفشل. ولكن دَانِيآلُ بقى مُخلِصًا، وقَبِل الملك إطراءهم، وبذلك نجحت خطتهم (ع14-17). وبقبول إطرائهم، صار الملك عبدًا طائعًا لهم. وبسبب كبريائه الذاتي انخدع من هؤلاء الرجال الأشرار، وفي النهاية اكتشف بعد فوات الأوان الغرض الحقيقي من وراء هذا المرسوم الذي وقعه هو؛ لذلك فقد «اغْتَاظَ عَلَى نَفْسِهِ جِدًّا». كان الملك يُقدِّر كفاءة دَانِيآل وجهوده، لذلك «جَعَلَ قَلْبَهُ عَلَى دَانِيآلَ لِيُنَجِّيَهُ، وَاجْتَهَدَ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ لِيُنْقِذَهُ» (ع14). كانت مشكلة دَارِيُّوسَ هي؛ كيف يمكن أن يُنفِّذ رغبة قلبه، وفي نفس الوقت يُحافِظ على القانون الذي وضعه بيديه. لقد كان على داود في أيامه، أن يُواجه مثل هذه المشكلة، في أمر ابنه أبشالوم. ولم يستطيع داود أن يوفق بين المحبة والقانون، لذا فقد تجاهل القانون وتصرف بالمحبة، وكانت النتيجة أنه اُبعِد عن عرشه بسبب الإنسان الذي أظهر النعمة نحوه. أما دَارِيُّوسُ فتجاهل أشواق قلبه، وحفظ القانون، لكي يحفظ عرشه؛ وهكذا أُلقيَّ دَانِيآل في جُبِّ الأُسُودِ، وتمت جميع الإجراءات لكي يُنفَّذ المرسوم الملكي حرفيًا. إن الله، وحده، في معاملاته مع الخاطئ، يمكنه أن يُوفِّق بين مطاليب البر ومقاصد النعمة. وبموت المسيح، ملكت النعمة من خلال البر.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net