الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 25 يوليو 2025 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ابْنَةُ الْمَلِكِ
«كُلُّهَا مَجْدٌ ابْنَةُ الْمَلِكِ ... بِمَلاَبِسَ مُطَرَّزَةٍ تُحْضَرُ إِلَى الْمَلِكِ» ( مزمور 45: 13 ، 14)
إن عروس مزمور 45، وإن كانت لا تُمثل الكنيسة بصفة قاطعة، لكننا نجدها تتشابه معها في ملامح مشتركة. فالعروس الأرضية مثلاً تأخذ مجلسها عن يمين الملك، مكان الشرَف، وهي مُسربَلَة «بِذَهَبِ أُوفِيرٍ»، أي في بر إلهي صناعة الله، «كُلُّهَا مَجْدٌ ... مَنْسُوجَةٌ بِذَهَبٍ مَلاَبِسُهَا. بِمَلاَبِسَ مُطَرَّزَةٍ تُحْضَرُ إِلَى الْمَلِكِ»، ونصيبها الفرح والابتهاج (ع13-15). والعروس السماوية قيل عنها: «هَيَّأَتْ نَفْسَهَا. وَأُعْطِيَتْ أَنْ تَلْبَسَ بَزًّا نَقِيًّا بَهِيًّا، لأَنَّ الْبَزَّ هُوَ تَبَرُّرَاتُ الْقِدِّيسِينَ» ( رؤ 19: 8 ).

تبرُّرَات القديسين هي أعمال صالحة عملها الله بروحه بواسطة المؤمنين. هذه الأعمال الصالحة لها مكانها وتُمدَح كَبِّر شخصي عملي. وهي لا مكان لها في تبرير الخاطئ أمام الله، لأن تبرير الخاطئ أولاً وأخيرًا هو عمل الله، تمامًا كما أن الذهب في طبقات الأرض هو عمل الله، أما عمل الإنسان فهو أن ينحني وينزل ويأخذه من هناك بلا ثمن. فالإنسان يتقبَّل الغفران والحياة هِبَة مجانية.

لكن هناك أيضًا الزينة الروحية التي تتزيَّن بها العروس المسيحية؛ السجايا والخُلق المسيحي. هذه بعضها إلهي، وبعضها بر عملي. والمسيحي يُهيئ نفسه باستمرار بأعمال صالحة يظهر فيها كملابس مُطرَّزة منسوجة بالذهب. لكن حتى هذه من الممكن أن ينطفئ بريقها بفعل التلامس مع أمور الأرض، ولذلك نقرأ عن المؤمنين أنهم اغتسلوا بدم المسيح وأيضًا «غَسَّلُوا ثِيَابَهُمْ وَبَيَّضُوا ثِيَابَهُمْ فِي دَمِ الْخَرُوفِ» ( رؤ 7: 14 ). إنَّ الكنيسة، من كل وجه، تعتمد أولاً وأخيرًا على الرب يسوع المسيح. فمن جهة ما يؤهلها لحضرته القدوسة ستكون مستحقة لتلك الحضرة، ولكن الفضل في ذلك للمسيح سواء بعملهِ الفدائي أو بعمل الله الآب والروح القدس، أما هي فمُجرَّدة من كل زينة، الزينة هي زينة الرب وحده.

شنودة راسم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net