الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 21 يونيو 2025 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كَلِمَةَ الله
«وَهُوَ مُتَسَرْبِلٌ بِثَوْبٍ مَغْمُوسٍ بِدَمٍ، وَيُدْعَى اسْمُهُ «كَلِمَةَ اللهِ» ( رؤ 19: 13 )
هناك مشابهة قوية بين إيماننا بالوحي، وإيماننا بالتجسد. الطبيعتان (الطبيعة الإلهية والإنسانية) ظاهرتان في الواحد، والصوتان (صوت الله وصوت الإنسان) يُسمعان في الآخر.

سَلْ أي مؤمن حقيقي: من هو المسيح؟ والإجابة على ذلك واضحة من القول: «وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ» ( 1تي 3: 16 ). لما سألت المطوبة مريم سؤال الدهشة: كيف أحبل وألد ابنًا وأنا عذراء؟ أجابها المـلاك «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ» ( لو 1: 35 ). وكما أتى الروح القدس إلى بطن المطوبة العذراء مريم، وأنـتج فيها هذا الشيء القدوس المولود منها، هكذا أيضاً أتى الروح القدس إلى عقل بل وكيان موسى وداود وإشعياء وباقي كتبة الوحي؛ لقد ظللتهم قـوة العلي، ولذلك فإن الشيء المقدس الذي أنتجوه من عقولـهم وكتبوه بأقلامهم ودونوه بلغتهم؛ يُدعى كلمة الله.

بالنسبة للمسيح كان هناك إناء بشري هو العذراء مريم؛ تكوّن ناسوت المسيح في بطنها، لكن الروح القدس حل عليها وقوة العلي ظللتها، فنتج المسيح الخـالي من الخطية. وبالنسبة للكتاب المقدس هناك أواني بشرية، لكن الروح القدس هيمن تمامًا عليهم ( 2بط 1: 21 )، فنتج الكتاب المقدس الخالي من الخطأ.

وهكذا يُمكننا القول: كما أن شخص المسيح له طبيعتان؛ الطبيعة الناسوتية، والطبيعة اللاهوتية؛ عنصر بشري استمده من المطوبة مريم، وعنصر إلهي بالروح القدس، هكذا أيضًا الكتاب المقدس يتكون من عنصر بشري مستمد من كتبة الوحي؛ علمهم واختباراتهم ولغتهم ... إلخ. وعنصر إلهي من الروح القدس، ونتيجة لذلك فإنه كما كان المسيح كلمة الله المتجسد خاليـًا من الخطية، هكذا كلمة الله المُوحى بها خالية من الخطأ.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net