الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 5 أبريل 2025 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
وَيْحِي أَنَا!
«وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟» ( رو 7: 24 )
المؤمن في رومية 7 كان قد اختبر مسرات العالم غير المُشبعة إبان كان بعيدًا عن المسيح، أما الآن فقد أدار ظهره إلى العالم مُوليًا وجهه شطر الآب، إلا أنه لا يزال يشعر بالحزن والاحباط، وما زال البؤس يزداد بداخله حتى ينفجر صارخًا: «وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي؟».

هذه حالة شخص عرف الرب يسوع كرجاء نفسه؛ شخص وُلد من الله، ومع ذلك لم يختبر العتق. والآب بصبر يسمح له أن يشعر بشره الطافح في داخله حتى يحول النظر عن داخله تمامًا إلى المسيح كمُخلِّصه – ليس فقط من الذنب والعقاب – ولكن أيضًا «مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ». فالذي يزعجه ليس الأثام بل الخطية الساكنة فيه. وهو ينزعج لذلك بالأحرى لأن ضميره قد استيقظ.

ولحل هذه المشكلة نقول أولاً أن الآب في محبته قد رتب خلاصًا تامًا للنفس ليس من أشكال الأثام فحسب، بل لمشكلة الخطية الأصلية. وهو شيئًا فشيئًا سيستحضر النفس لخلاص كامل من الجسد المائت. وهكذا تختبر النفس خلاصًا حاضرًا تامًا على أساس النعمة، يكون بمثابة عربون للبركات التي تتبع في المجد. أي لا تلبث النفس أن تتمتع بالتحرير الكامل. هذا التحرير من نصيب الإنسان الداخلي لا الخارجي. ومن ثم يقرر الرسول بولس «إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» ( رو 8: 1 )، ذلك لأن المؤمن يتطلع الآن إلى الرب يسوع، ويستريح ويوجد فيه وحده.

هذه – في عجالة – الإجابة على اعتراف النفس ببؤسها وصراخها وتتطلعها إلى مُخلِّص. إنها نفس اختبرت الإحياء ولكنها تتطلع لا إلى غفران الخطايا، بل إلى مُخلِّص من الإنسان العتيق، وما زالت تبحث حتى تجده في آخَرْ؛ المسيح.

كلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net