إن المبدأ الأول للنصرة هو الطاعة البسيطة المُطلقة بالعيشة بكل كلمة تخرج من فم الله ( مت 4: 4 )، ثم الثاني هو الثقة التامة في طريق الطاعة.
وهكذا في التجربة الثانية أتى العدو بالرب يسوع المسيح إلى جناح الهيكل، ليحثه على أن يُطبق على نفسه المواعيد التي قيلت للمسيا دون الالتزام بطرق الله. ومن المؤكد أن الإنسان الأمين يستطيع أن يركن إلى معونة الله بينما هو يسير في طريقه، ولكن بدلاً من ذلك يُريد العدو من ابن الانسان أن يضع الله تحت الاختبار ليمتحن مصداقيته، ولو فعل لكان هذا عوزًا للثقة، وهذا ليس من الطاعة، ولكان هذا افتخارًا بالامتيازات التي له، وليس اتكالاً على الله في الطاعة.
ولكن المسيح قد أخذ مكانه بين إسرائيل في الحالة التي وُجدوا عليها حينئذِ بلا ملك في الأرض، فيقتبس الوصايا التي في الإرشادات المُعطاة لهم في سفر التثنية لتكون دليلاً لهم للسلوك بالتقوى وهم في نفس هذه الحالة، فيورد من هذا الجزء الوصية التي تواجه مثل هذه التجربة «لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ». هذا النص كثيرًا ما يُستخدم بمعنى أنه لا يجب الإفراط في الثقة في الله، بينما هو يعني أنه ينبغي أن لا نفقد الثقة، أو نُحاول امتحان مدى صدق مواعيده، فقد جَرَّبَ الشعب الرب فِي مَسَّةَ قائلين: «أَفِي وَسْطِنَا الرَّبُّ أَمْ لاَ؟» ( خر 17: 7 ؛ تث6: 16)، وهذا ما أراد الشيطان من الرب أن يعمل.
وفشل العدو في أن يوقع بهذا القلب الطائع، حتى بالتخفي تحت ستار استخدام كلمة الله. فالشيطان يستطيع أن يستخدم الكلمة بمكر، ولكن لم يكن ممكنًا له أن يُحَوِّل المسيح الرب عنها، الذي ظل يستخدمها كالسلاح المُقدس الكافي، فلم يجد لها الشيطان جوابًا.