الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 5 مارس 2025 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إِزَارٌ عَلَى عُرْيِهِ!
«وَتَبِعَهُ شَابٌّ لاَبِسًا إِزَارًا عَلَى عُرْيِهِ، فَأَمْسَكَهُ الشُّبَّانُ، فَتَرَكَ الإِزَارَ وَهَرَبَ مِنْهُمْ عُرْيَانًا» ( مر 14: 51 ، 52)
بعد أن تبرهن ضعف التلاميذ عندما أتى اليهود ليقبضوا على المسيح إذ «تَرَكَهُ الْجَمِيعُ وَهَرَبُوا»، نقرأ عن شاب غامر وتبع الرب، ليهرب بعد ذلك بخزي عظيم، وربما كان هذا الشاب هو مرقس نفسه. لقد كان عريانًا مع أنه كان مئتزرًا بثوب. فيبدو أنه لم يسبر غور خرابه الداخلي وضعفه وعجزه. ويبدو أنه كان مخدوعًا بالثقة في ذاته، وبالثقة في إزاره (ثوبه الكتاني أو الذي من البز - بحسب ترجمة داربي). لقد كان يتصور أن هذا الثوب الكتاني يكسبه بعض الحماية. ألم تكن ثياب الكهنة من الكتان أو البز الأبيض النقي؟ ولكن جاء وقت اضطر فيه هذا الشاب أن يترك ثوبه خلفه، ولم يتبق له إلا عُريه الـمُشين وخزيه الأعظم. لقد كانت محاولته لإخفاء عُريه واتباع الرب، محاولة فاشلة.

وفي جنة عدن جرَّد الشيطان الإنسان من رداء البراءة، وتركه عريانًا لا يصلح لحضرة الله. وعندما اكتشف آدم وحواء حالتهما هذه، حاولا أن يعالجاها «فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ». ولكن مآزر التين لم تكن كافية لتجعلهما ملائمين لحضرة الله، بل عندما سمعا صوت الله اختبأ منه، وهما لازالا يشعران بأنهما عريانان. وكذلك دائمًا مع ثياب الإنسان التي يصنعها لنفسه، ولو أن الشيطان يُحرضه على صُنعها ويوهمه بأنه متأنق في هندامه، ولكن «خُيُوطُهُمْ لاَ تَصِيرُ ثَوْبًا، وَلاَ يَكْتَسُونَ بِأَعْمَالِهِمْ»، «وَقَدْ صِرْنَا كُلُّنَا كَنَجِسٍ، وَكَثَوْبِ عِدَّةٍ (خرق نجسة) كُلُّ أَعْمَالِ بِرِّنَا» ( إش 59: 6 ؛ 64: 6).

إن “الرداء” أو “الإزار” يمثل بر الإنسان. أفليس هو الذي يستر الإنسان عن الإنسان؟ ويظن الإنسان أنه يصلح أيضًا ليستره أمام الله، ولكن في الحقيقة لا يوجد سوى شخص المسيح نفسه يصلح لستر الإنسان الخاطئ في حضرة الله.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net