“جَرْشُونُ”، ومعنى اسمه “غريب”، كان يتعامل مع الخيمة والأغطية، وكل ما يذكِّر بالغربة! ثم “قَهَاتُ” ومعنى اسمه “محفل”، كان يتعامل مع كل ما يرمز إلى المسيح في أمجاده ووظـائفه المتنوعة. وأخيرًا “مَرَارِي”، ومعنى اسمه “مُرّ”، كان يتعامل مع الأشياء الثقيلة، مثل أعمدة الدار وكل ما يُثبِّت هذه الأعمدة في البرية. وكما أنَّه لم يكن لأحد الحق في أن يختار المكان الذي يضع فيه خيمته، هكذا لم يكن لأي من اللاَّويِّين الحق في اختيار الخدمة التي يقوم بها. ما يجب أن نقوم به ليس بالضرورة ما نجد فيه لذة أو ما يبدو لنا ملائمًا لقدراتنا، ولا حتى ما يُقدَّم لنا أولاً. لكن يجب أن يكون هو ما يريدنا “الربّ” أن نفعله ولا شيء آخر. هو وحده رئيس رؤساء اللاويين (ع32)، وهو وحده الذي يُحدِّد لكل واحد ما يفعله في خدمة الله ككل. تخيَّل ما يحدث إذا فكَّر موظفو السكك الحديدية في استبدال مراكزهم، فأخذ قاطـع التذاكر مكان عامل الإشارة، وترك عامل الإشارة مكانه ليعمل بدل المهندس. أي ارتباك يحدث، وكم من الحوادث تنتج عن ذلك!
على أي حال، كيفما كانت خدمة عشائر اللاويين، فكان ينبغي وجودهم بجوار المسكن (ع23، 29، 35). وهذا يذكّرنا بما قيل عن جماعة في أيام داود الملك «أَقَامُوا هُنَاكَ مَعَ الْمَلِكِ لِشُغْلِهِ» ( 1أخ 4: 23 ). قال رجل الله داربي: “الأقرب إلى المسيح هو الذي يمكنه أن يخدم المسيح أفضل، وبدون القرب منه يستحيل أن نخدمه”.
وبخلاف بني إسرائيل، كان يتم عدّ اللاويين من ابن شهر فصاعدًا (ع40). ونتعلَّم من ذلك أن علامات الخدمة تبدأ مبكرًا جدًا. تذكَّر الصبي صموئيل، وإرميا ويوحنا المعمدان، وشاول الطرسوسي، وتيموثاوس ( 1تي 1: 18 ).