إن الرب يسوع المسيح يُقدّم نفسه، كالمُخلِّص والفادي – للبشرية جمعاء - مانحًا كل الذين يقبلوه بالإيمان، سُلطَانًا (امتيازًا أو مركزًا أو حقًا) أن يَصِيرُوا أولاد الله. وهذا المركز يأتي نتيجة توصيل حياة الله وطبيعته الأدبية إليهم - ليس لأنهم أفضل من غيرهم - ولكن لأنهم آمنوا باسم المسيح، ووُلدوا من الله، وتمتعوا بعمل النعمة الإلهية بالإيمان. وهذا لا يتم عن طريق الأعمال الصالحة، ولا بالإنتماء إلى كنيسة ما، ولا ببذلنا قصارى جهدنا، إنما يحصل بقبولنا الرب يسوع المسيح، والإيمان باسمه.
وإذا كان على المرء أن يُولد قبل أن يُصبح إنسانًا بمعنى الكلمة، هكذا أيضًا يحتاج كل إنسان إلى ولادة ثانية من فوق، لكي يُصبح واحدًا من أولاد الله. ويُعرف هذا بالولادة الجديدة أو اختبار الخلاص.
إن القدرة على إحداث الولادة الجديدة لا تعتمد على أي شيء أو أي شخص، بل على الله وحده. إن تغيير الحياة عمل إلهي، يفعله روح الله للخاطئ المسكين الذي يأتي إلى المسيح بالتوبة والإيمان.
عزيزي القارئ: «آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ» ( أع 16: 31 ). وعندما أكتب لك عن الخلاص بالإيمان لا أقصد مجرد تصديقك لقصة الإنجيل بطريقة عقلية، بينما تستمر كما أنت في نفس حياتك السابقة، ولكن إن كنت قد تحققت أنك خاطئ هالك، وتُريد أن تخلُص من عقاب وعبودية الخطية، فإني أناشدك أن تذعن لتوسلاته، وتضع ثقتك في ذاك الذي مات لأجلك، وعندئذٍ لا بد أن يُجري الله معجزة التغيير في حياتك، وسوف تعلم علم اليقين أنك قد وُلدت ثانية «لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ، بَلْ مِنَ اللَّهِ» ( يوحنا 1: 13 ).