الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 19 يناير 2025 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الْمَسِيح الْعَظِيم
«هذَا يَكُونُ عَظِيمًا» ( لو 1: 32 )
لقد قيل عن المسيح قبل مولده: «هذَا يَكُونُ عَظِيمًا» ( لو 1: 32 ). وفي متى 12 نجد ثلاثية عن المسيح “الأعظم”. فهو “أَعْظَمُ مِنَ الْهَيْكَلِ” (ع6)، ثم “أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ” (ع41)، وأخيرًا “أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ” (ع42). والترتيب هنا جميل: فهو بتجسده وموته الكفاري أعظم من الهيكل، وبقيامته من الأموات وصعوده هو أعظم من يونان، وبمجيئه ومُلْكه هو أعظم من سليمان.

هو أولاً قَدَّم نفسه كالذبيحة الوحيدة والكاملة، وبهذه الطريقة هو أعظم من الهيكل. نعم لولا تجسد المسيح، وموته فوق الصليب باعتباره الذبيحة الفدائية، لما كان ممكنًا أن يتوقف سيل دماء الذبائح، وما كان للنيران التي أكلت كل ذبائح العهد القديم أن تخمد أو تنتهي. لكن بموته ولَّى، وإلى الأبد، انتظار البشر للغفران عن طريق الذبائح الحيوانية، فكيف لا يكون المسيح أعظم من الهيكل؟

لكنه إذ مات طائعًا، فقد قام في اليوم الثالث، من ثم ابتدأت الكرازة به بين الأمم، وأُومِنَ به في العالم ( 1تي 3: 16 )، وبهذه الطريقة هو أعظم من يونان. وإن كانت كرازة يونان نتج عنها خلاص مدينة بأكملها، فمن يستطيع أن يعرف عدد المُخلَّصين من بداية الكرازة بالمسيح، وحتى يوم الاختطاف، من كل القبائل والأمم والشعوب والألسنة! فكيف لا يكون المسيح أعظم من يونان؟

وأخيرًا فإنه بمجيئه ثانية عن قريب لكي يملك على كل العالم، مُلك البر والسلام، ستأتي لا ملكة واحدة من أقاصي الأرض، هي مَلِكَةُ سَبَا ( 1مل 10: 1 -13)، بل كل الملوك سيأتون لتقديم سجودهم لشخصه الكريم ( إش 60: 1 -9؛ زك14: 16). بل إن كل العالم لا بد أن يتحوَّل رجوعًا إليه، وتتعبد له كل الأمم ( مز 72: 9 -11)، فكيف لا يكون المسيح أعظم من سليمان؟

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net