الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الخميس 26 سبتمبر‬ 2024 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫بَلْعَامُ الْعَرَّافُ‬
‫«لاَ تَذْهَبْ مَعَهُمْ وَلاَ تَلْعَنِ الشَّعْبَ، لأَنَّهُ مُبَارَكٌ» ‬‫ ( عد 22: 12 )
‫كان شعب الرب في خطر عظيم محدق بهم، وهم لا يدرون عنه شيئًا. لكن ها هو الرب يأخذ الأمر على عاتقه ويتداخل لصالح شعبه لأنه أحب الشعب. إن الله يلاحظ من السماء لأنه حافظهم الذي لا ينعس ولا ينام، وكانت عيني الله على هذا الشعب، وكان حريصًا كل الحرص على سلامتهم، ويلاحظ المؤامرات التي تحاك ضدهم في الخفاء.‬

‫عندما سأل الله بَلْعَام: «مَنْ هُمْ هؤُلاَءِ الرِّجَالُ الَّذِينَ عِنْدَكَ؟» أجابه بالقول: «بَالاَقُ بْنُ صِفُّورَ مَلِكُ مُوآبَ قَدْ أَرْسَلَ إِلَيَّ يَقُولُ: هُوَذَا الشَّعْبُ الْخَارِجُ مِنْ مِصْرَ ... تَعَالَ الآنَ الْعَنْ لِي إِيَّاهُ». وقد كانت إجابة الرب له في ثلاث عبارات مختصرة هي: (1) ألا يذهب معهم. (2) لا يلعن هذا الشعب. (3) هذا الشعب مُبَارَكٌ.‬

‫فلو كان بلعام نبيًا حقيقيًا لكان أرسل الرُسُل حالاً، ورفض طلبهم، لأنه عرف من الرب فكره تجاه هذا الشعب. لكنه أحب أجرة الإثم، وكلماته لزائريه في الصباح التالي توضح ذلك، فقد قال لهم إن الرب أبى أن يسمح له بالذهاب معهم، وهو في هذا لم يقل لهم كل الحق الذي أخبره به الرب. فقد قال له الرب ألا يذهب معهم، ولا يلعن هذا الشعب لأنه مبارك، ولكن بلعام لم يقل لهم إن الرب قال له لا تلعن هذا الشعب لأنه مبارك، وغرضه من ذلك عسى أن تكون له فرصة أخرى للذهاب معهم، لأنه لو قال لهم إنه لا يقدر أن يلعن هذا الشعب تصبح القضية منتهية، لكن لأن قلبه لم يكن مستقيمًا، ولم يفهم علاقة الرب الخاصة بشعبه، كان يود أن يشملهم الخراب في سبيل أجرة الإثم. لقد كان قلبه مليئًا بالطمع، ولم يكن فاهمًا لطبيعة الله التي لا تتغير، لكن هذا ما اعترف به مرغمًا بعد ذلك، عندما قال لبالاق: «لَيْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ، وَلاَ ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَلْ يَقُولُ وَلاَ يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلَّمُ وَلاَ يَفِي؟ إِنِّي قَدْ أُمِرْتُ أَنْ أُبَارِكَ. فَإِنَّهُ قَدْ بَارَكَ فَلاَ أَرُدُّهُ.» ( عد 23: 19 ، 20).‬

‫رشاد فكري‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net