أيها الخاطئ، كل شيء قد أُعدّ الآن. العشاء قد وُضع، والمدعوون يتزاحمون في الدخول من باب النعمة المفتوح على مصراعيه، هل تريد أن تدخل مع هؤلاء المُباركين؟ إذًا فادخل الآن أيها الضال والمسكين.
قد يقول أحد، بأن خطاياه كثيرة وعظيمة. هي بالطبع هكذا. لا شك أن جُرح الإسرائيلي الملدوغ كان مؤلمًا للغاية، ولكن هذا الألم لم يمنع الإسرائيلي من النظر إلى وسيلة الشفاء التي عيّنها الله.
لم يَقُل الله أن مَنْ ينشغل بجرحه يَحْيَا، ولكن مَنْ ينظر يَحْيَا. ولم يَقُل الرب يسوع إن كل مَنْ ينشغل بخطاياه الكثيرة والعظيمة، ينال الحياة الأبدية، بل كل مَنْ يؤمن به، يَحْيَا ( يو 3: 14 -16). يتكلَّم الله عن خراب الإنسان، وعن العلاج المجاني الذي أعدَّه له، في عبارة واحدة. نقرأ مثلاً في رومية 3: 23 «الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ الله»، وماذا يقول بعد هذا مباشرة؟ «مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ». إن الشخص الذي أخطأ ولم يمجد الله، هو بعينه الذي يُبّرره الله مجانًا.
وقد ذكر الوحي الإلهي عبارات كثيرة تدل على أن طريقة الله في مُعاملة الخاطئ، هي إقناعه بخطاياه وبالخطر المُحدق به، ثم توجيهه إلى ما عمله الله بمحبته الفائقة لكي يمحو الخطية ويخلِّص من الدينونة. لذلك عندما يعترف الخاطئ بإثمه، يحوّل الله نظره عن نفسه وعن عجزه وفساده، إلى النظر إلى ابنه الذي رُفع مرة في جلجثة، والذي يعطي الخلاص الكامل لكل مَنْ يؤمن به.