الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الأحد 5 مايو‬ 2024 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫جُرِّبَ وانْتَصَرَ ‬
‫«إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا» ‬‫ ( مت 4: 3 )
‫لم يأخذ الرب يسوع مكان الإنسان فقط، بل إنه بتحديد أكثر أخذ مكان إسرائيل. فإسرائيل دُعيَ من مصر، ثم اعتمدوا لموسى في السحابة والبحر، ثم دخلوا إلى البرية. وقد رأينا في متى 2: 15 أن يسوع دُعيَ من مصر باعتباره ابن الله. وفي متى 3: 13نراه يعتمد. ثم في بداية متى 4 نجد الروح القدس الذي حلَّ عليه، يقتاده مباشرةً إلى البرية ليُجرَّب من الشيطان. وهنا نجد مُباينة، لأن إسرائيل في البرية هو الذي جرَّب الله، وفشل في كل شيء. أما الرب يسوع فهو الذي جُرِّب، وانتصر في كل شيء.‬

‫ولكن التجارب، التي هجم الشيطان بها عليه، كانت تُماثل امتحانات إسرائيل في البرية، لأنه ليس هناك في خطط (تكتيكات) العدو تغيير. لقد امتُحن إسرائيل بالجوع؛ وامتُحن أيضًا بالرفعة في الأمور المتعلقة بأمور الله، ونراها بالتحديد أكثر فيما يتعلق بقورح، وداثان وأبيرام ـ وأخيرًا امتُحن بإغراءات قادتهم إلى عبادة آخر بجانب يهوه والسجود له، فسقطوا وعبدوا العجل الذهبي. وقد واجه الرب يسوع كل تجربة من التجارب الثلاث بكلمة الله. وفي كل موقف اقتبس من فصل صغير من سفر التثنية، الذي يُذكِّر إسرائيل بمسؤولياتهم. وقد فشلوا في هذه المسؤوليات، ولكن الرب يسوع تمَّمها بالكمال في كل جزئية.‬

‫يحاول الشيطان دائمًا أن يزرع الشك في كلمة الله، ويظهر هذا بشكل بارز في تجربة الرب يسوع، فلم يَكد الله يشهد «هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ» ( مت 3: 17 )، إلا ويقول الشيطان مرتين: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ الله» ( مت 4: 3 ، 6). وكلمة «إِنْ» الصغيرة لها مَعزَّة خاصة لدى الشيطان، لأنها تحمل معنى التشكيك. وقد واجهه الرب يسوع كما يجب، بكلمة الله. هذه الكلمة لا غنى عنها لحياة الإنسان الروحية، مثلها مثل الخبز لحياته الطبيعية. ‬

‫ف. ب. هول‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net