لقد أفرز الله سبط لاوي لخدمة المقادس. ولقد ظـهرت نعمة الله نحو لاوي الذي كإنسان كان عنيفًا قاسيًا ( تك 49: 5 -7)، ولكنه بعد ذلك أظـهر سبطه الأمانة من نحو الرب في حادثة العجل الذهبي ( خر 32: 26 -29). وكمكافأة على ذلك دعا الرب بني لاوي ليقتربوا ويقفوا أمام رئيس الكهنة ليخدموه، وليخدموا خدمة المسكن ( عد 3: 6 ، 7). وهي صورة لكل مسيحي، فنحن مدعوون لخدمة الرب ولخدمة كنيسته، فلا واحدة دون الأخرى.
ونلاحظ أن الوحي استخدم عن خدمة بني لاوي، بعض التعبيرات العسكرية؛ فنقرأ في ع7، 8 عن الحراسة. وهي تذكرنا بما ورد في إشعياء 21: 8 «أَنَا قَائِمٌ عَلَى الْمَرْصَدِ دَائِمًا فِي النَّهَارِ، وَأَنَا وَاقِفٌ عَلَى الْمَحْرَسِ كُلَّ اللَّيَالِي». ليت الرب يحسن إلينا فنكون من ضمن هؤلاء الحراس الواقفين على المحرس كل الليالي. كما أن عبارة «كُلِّ دَاخِلٍ فِي الجُنْدِ لِيَعْمَل عَمَلاً فِي خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ» ( عد 4: 3 ) تذكِّرنا بالخدمة العسكرية الإلزامية، وتذكِّرنا أنَّه لكي نكون قادرين على خدمة الربّ خدمة مرضية، يجب أوَّلاً أن نقف أمامه ( عد 3: 6 ). كيف يتم هذا عمليًّا؟ أ ليس عن طريق الصلاة؟ ليتنا كمؤمنين نبدأ دائمًا العمل ونحن على ركبنا.
الآية 13 توضّح لنا متى، وكيف، قدَّس الرب لنفسه سبط لاوي. فهو يعود إلى ليلة الفصح، والتي هي بالنسبة لنا تتجاوب مع ليلة آلام المسيح. ونحن عندما نتذكَّر الصليب، نعلم أننا لم نعد لأنفسنا ( 2كو 5: 15 ). كما نلاحظ شيئًًا آخر: «فَتُعْطِي اللاوِيِّينَ لِهَارُونَ وَلِبَنِيهِ. إِنَّهُمْ مَوْهُوبُونَ لهُ هِبَةً» (ع9). والربّ يسوع في كلامه مع الآب عن تلاميذه، قال: «الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي» ( يو 17: 6 ). والحقيقة أنَّ كل خدمة تبدأ حسب رومية 12 بتقديم أجسادنا ذبيحة حيَّة مقدَّسة مرضيَّة عند الله، فهذه هي “عِبَادَتَُنَا الْعَقْلِيَّةَ (المعقولة)”، قبل أية أعمال صالحة أخرى.