يوم أن أقام الرب الإله آدم رأسًا للخليقة الأولى، رآه أمرًا “جَيِّدًا” أن يجعل له «مُعِينًا نَظِيرَهُ»، فأوقَعَ الرب الإله سُبَاتًا على آدم فنامَ، فأخذ واحدةً من أضلاعه، وبنى الرب الإله الضلع امرأة، اقترنت به قبل السقوط. فهي إذًا ليست من آدم الساقط بل آدم المستقيم، في حالة البرارة. هي “عَظْمٌ مِنْ عِظَامِه وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِه”، وهي في هذه الحالة: صورة لارتباط الكنيسة بالمسيح الكامل. ألاَ ليت قلوبنا تفيض بالشكر للسَيِّد الرب الذي لم “ينَم” تأثرًا “بسُبَات”، بل إنه مات بكامل إرادته «لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي، بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي» ( يو 10: 18 ). لك المجد يا سَيِّدنا.
ثم ماذا؟ «وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ» جميلة كاملة. لكن في أمر الكنيسة يقول الرسول إن المسيح بنفسه «يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ»، بعد أن “بناها” الله، بينما المسيح “مُستتر في الله”. ولسوف يُحضرها “مجيدة” ـ أي مملوءة مجدًا. نعم، وهكذا نقرأ في سفر الرؤيا «لَهَا مَجْدُ اللهِ» ( رؤ 21: 11 ). «لاَ دَنَسَ فِيهَا»؛ أي الفساد ومشتقاته. قد تبدو بعض البقع السوداء الآن، كما رأى الرسل حتى في أيامهم، وأنبأونا أن هذه اللطخ ستزداد سوادًا. لكن هذا كله سوف ينتهي إذ سنُوجَد بغير فساد للأبد. «وَلاَ غَضْنَ»؛ أي مظاهر الشيخوخة، بل ستكون في أكمل شباب العواطف. «بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ»؛ خالية من الفساد والتجعدات. إن إله وأبا ربنا يسوع المسيح اختارنا «لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ» في الأبدية السعيدة. وهنا نرى أن سَيِّدنا سيُحضرنا “مُقدَّسِين وبلِا عَيْبٍ”. وهنا نقول ما قيل عن إبراهيم وإسحاق «فَذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعًا»، في فكر واحد ولغاية واحدة. فإله وأبو ربنا يسوع المسيح هو والمسيح يريدان أن نكون في محضرهما الأبدي “مُقدَّسِين وبلِا عَيْبٍ”. يا لعجب نعمة إلهنا! يا لعُظم فضله نحونا نحن التراب المُزدرى!