في أثناء تسبيح بني إسرائيل بترنيمة الخلاص، كان أعداؤهم يُهلكون بعضهم البعض (ع22، 23). وكل ما كان عليهم أن يفعلوه حينئذ هو مشاهدة هلاك أعدائهم الكامل وأن ينهبوا الغنيمة الكثيرة «وَكَانُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَنْهَبُونَ الْغَنِيمَةَ لأَنَّهَا كَانَتْ كَثِيرَةً» (ع25).
ولنلاحظ أن فترة الثلاثة أيام تُشير إلى موت وقيامة ربنا يسوع المسيح من الأموات ( 1كو 15: 3 ، 4). ما تبعه أحد إلى الجلجثة، إلى أرض المعركة، حتى ولا أقاموا عند الأمتعة، بل قد تركوه كلهم، ولكنه رجع منتصرًا من أعظم صراع، ليقتسم أسلابه مع قطعانه الضعيفة! فلقد وزع لكل واحد وللجميع، بسخاء يد المحبة السرمدية، السلام والفرح، والمقام الجديد أمام إلهه وأبيه، وخُلاصة القول، وزع عليهم الخلاص العظيم الذي هو غنيمة صراع الجلجثة الرهيب! ولقد صعد ابن الله إلى العلاء، وسبى سبيًا، وقبل عطايا بين الناس (أي كإنسان)، باعتباره الإنسان الكامل المُقام والممجد، المُكلل بالمجد والكرامة، الجالس في يمين عرش العظمة في السماوات. وكل العطايا والمكافآت التي قبلها من الآب ( مز 68: 18 ) قد أعطاها للمؤمنين به، الذين يُسميهم الرسول بولس في أفسس4: 8 “النَّاس”.
وكما احتفل الشعب في 2 أخبار20 بالانتصار بقلوب شاكرة «وَفِي الْيَوْمِ الرَّابعِ اجْتَمَعُوا فِي وَادِي بَرَكَةَ، لأَنَّهُمْ هُنَاكَ بَارَكُوا الرَّبَّ» (ع26)، دعونا نحن أيضًا نفكّر كمؤمنين في نُصرة الصليب التي ربحها لنا الرب يسوع المسيح بكُلفة غالية دون أن نُشاركه في عاره وفي آلامه. وماذا إذًا تُرك للمؤمن المسيحي لكي يفعله؟ لا شيء سوى أن يتمتع بنتائج هذا الانتصار، وفي “وَادِي بَرَكَةَ” الحقيقي نجتمع معًا إلى اسمه لنقدم السُبح والسجود والبركة لإله وأبي ربنا يسوع المسيح كمن هو مصدر كل بركة.