الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الأحد 27 أكتوبر‬ 2024 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫لَهُ اسْمَعُوا‬
‫«لأَنِّي هأَنَذَا آتِي بِعَبْدِي الْغُصْنِ» ‬‫ ( زك 3: 8 )
‫في رسالته الثانية 1: 16-18، يبيِّن بطرس تأثير مشهد التجلي العجيب عليهم «لأَنَّنَا لَمْ نَتْبَعْ خُرَافَاتٍ مُصَنَّعَةً ... بَلْ قَدْ كُنَّا مُعَايِنِينَ عَظَمَتَهُ ... إِذْ كُنَّا مَعَهُ فِي الْجَبَلِ الْمُقَدَّسِ». لقد كان بطرس شاهد عيان لمجد المسيح، ولذلك تيقن أن قوته ووعد مجيئه ليسا خرافات مُصنَّعة، بل حقيقة مجيدة، وبهذا فإن الكلمة النبوية صارت أثبت أو تثبتت. ‬

‫لقد كان مشهد التجلي نفسه نبوءة. فالمسيح سيكون المركز اللامع لمجد الملكوت، كما كان أعلى الجبل. والقديسون سيكونون معه في حالة سماوية، مثل حالة موسى وإيليا، وبعضهم مات ودُفن واستدعاه الله مثل موسى؛ وبعضهم اختُطف إلى السماء دون موت، مثل إيليا. وفي الملكوت أيضًا، سيكون هناك قديسون على الأرض، يتمتعون بالبركات الأرضية في نور المجد السماوي، كما تمتع التلاميذ الثلاثة بالبركات أثناء هذه الرؤيا القصيرة. لقد حدث التجلي «بَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ»، وست أشخاص فقط كانوا في ذلك المشهد. إذًا فالأمر كله كان بشكل مُصغَّر وغير مُكتمل (وهو ما يرمز إليه الرقم ستة)، ولكن العناصر الأساسية كلها كانت موجودة.‬

‫وقد اندفع بطرس في الكلام، مُعبِّرًا عما اعتبره مدحًا وإطراءً، لكنه لم يكن كذلك على الإطلاق. فمشهد المجد لم يكن ممكنًا أن يطول أكثر من هذا عندئذٍ على الأرض، كما لم يكن ممكنًا استضافة المسيح ولا موسى وإيليا في مظال أرضية. والأخطر من هذا الخطأ هو التفكير أن يسوع هو فقط الأول بين العظماء. والحقيقة إنه ليس الأول بين العظماء، بل هو «اَلاِبْن الْحَبِيب» للآب، الفريد تمامًا، والذي لا يُقارن به أحد. ولا يمكن أن يُساوَى به أحد. فهو وحده الذي ينبغي أن يَسمَع له الجميع «لَهُ اسْمَعُوا»؛ .‬

‫ف. ب. هول‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net