الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 28 سبتمبر 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أَفُود جِدْعُون
"صَنَعَ جِدْعُونُ ... أَفُودًا ... وَزَنَى كُلُّ إِسْرَائِيلَ وَرَاءَهُ هُنَاكَ" ( قضاة 8: 27 )
كان لجِدْعُون سمتان تجعلانه الشخص المناسب ليستخدمه الرب ليُخلِّص شعبه في وقته:

أولاً: كان قلبه متوافقًا مع أفكار الله تجاه شعبه: كان جِدْعُونُ يوَّحد نفسه مع المتألمين المُتَوَجِّعين. لقد ظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَالَ لَهُ: "الرَّبُّ مَعَكَ يَا جَبَّارَ الْبَأْسِ!"، فكانت إجابة جِدْعُون: "إِذَا كَانَ الرَّبُّ مَعَنَا فَلِمَاذَا أَصَابَتْنَا كُلُّ هَذِهِ" ( قض 6: 12 ، 13). إن كل خدمة حقيقية هي ثمرة فكر وروح ذلك المجيد الذي أخذ صورة عبد. وقد عكست إجابة الرب على جِدْعُون تقديره الكبير له، فقد "الْتَفَتَ إِلَيْهِ الرَّبُّ وَقَالَ: اذْهَبْ بِقُّوَتِكَ هَذِهِ وَخَلِّصْ إِسْرَائِيلَ" (ع14).

ثانيًا: كان له شعور عميق بضعفه وعدم كفايته، وبعدم مقدرته على الخدمة الفعالة، ومُفرَّغًا بالتمام من الثقة بالنفس؛ الصفة المُلازمة لإنسان العالم: وعلينا أن نضع ذواتنا باعتبار ذلك سبيل العظمة الحقيقية.

إن الله يعرف جيدًا ميل قلوبنا المسكينة لأن نبتعد عنه، كمصدر للقوة، خصوصًا عندما يهبنا نصرة من لدنه، فننتفخ ونزهو وننسى أننا ضعفاء في ذواتنا. والطريقة التي تمَّ بها تخفيض عدد أفراد جيش جِدْعُون من ...,32 رجلاً إلى 300 رجلاً، تشهد لهذا الحق ذاته؛ النصرة الحقيقية من عند الرب، لأنه "لاَ بِالْقُدْرَةِ وَلاَ بِالْقُوَّةِ، بَلْ بِرُوحِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ" ( زك 4: 6 )، "الْجَبَّارُ لاَ يُنْقَذُ بِعِظَمِ الْقُوَّةِ" ( مز 33: 16 ). ومن المفيد أن نرى كيف أن جِدْعُون يذهب من نصرة إلى نصرة، طالما كان يسلك بالاعتماد على الرب. ولكنه بعد ذلك كله سقط في فخ شنيع، عندما جمع الحُلي والأقراط من الشعب، وصنع مِنْهَا الأَفُود الذي حوَّل فكره وفكر الشعب عن الله الحي، لتستقر على علامة خارجية، للشهادة عن بركة سالفة، ليس بوسعها أن تضمن وتؤّمِن صلاحًا أو قوة حاضرين. ولكنه - ويا للأسف - كان يرمي إلى ربط الخلاص بنفسه وببيته.

س. م. أنجلين
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net