الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 23 سبتمبر 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
طَاقَةُ الفَاغِيَةِ
"صُرَّةُ الْمُرِّ حَبِيبِي لِي. بَيْنَ ثَدْيَيَّ يَبِيتُ. طَاقَةُ فَاغِيَةٍ حَبِيبِي لِي فِي كُرُومِ عَيْنِ جَدْيٍ" ( نشيد 1: 13 ، 14)
يعتقد البعض أن الفَاغِيَة هي غصن الحنّاء يُزرع مقلوبًا فيُخرج زهرًا أطيب من الحنّاء. وفي هذا نرى صورة جميلة لعمل ربنا المبارك الذي أخلى نفسه آخذًا صورة عبد، وإذ وُجد في الهيئة كإنسانٍ، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب، لقد نزل إلى أقسام الأرض السُفلى ـ "إِلَى تُرَابِ الْمَوْتِ" ( مز 22: 15 ).

وإن كانت "صُرَّةُ الْمُرِّ" المذكورة أولاً تُشير إلى آلام المسيح وموته كمَن "أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا"؛ أعني "المسيح على صليب الجلجثة"، فإن "طَاقَةُ الفَاغِيَة" تُشير إلى المسيح في القيامة: أي كمَن "أُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا". نعم، إن صُرَّةُ الْمُرِّ وطَاقَةُ الفَاغِيَة المُزهرة يُعيدان إلى أذهاننا آلام الصليب ومجد القيامة، ويقوداننا لأن نفكر في ذاك الذي بذل نفسه لأجلنا، والآن نراه مُكللاً بالمجد والكرامة.

وكما أن الحبيب للعروس "كطَاقَة الفَاغِيَة" وبين ثدييها يبيت؛ أي أنه بالإيمان في قلبها، ولا يستطيع العالم أن يراه لأنه لا يعرفه إذ هو مختبئ في أحشائها، ولكنها فقط تحمل رائحته الذكية - رائحة صُرَّة الْمُرِّ - في كل حين، وفي كل مكان، فهو أيضًا حبيبها الذي لها "كطَاقَةُ الفَاغِيَة"؛ أي كزهور الحنّاء التي تنشر رائحته الذكية في الأرجاء الفسيحة فيعطّر الهواء برائحته المُنعشة. فهو ليس مستقرًا في قلبها كغرضها وموضوع تعلقها وتعبدها فحَسبْ، ولكنه أيضًا محمول على يديها على مرأى من جميع الناس، هو موضوع شهادتها، لذا تُعلي اسمه للجميع ـ لا بكلامها فقط، بل وبإظهار صفاته في حياتها ـ إنه حبيبها وتدعو الجميع لأن يختبروه مثلها "ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ!" ( مز 34: 8 ).

إن الشهادة العَلَنية لربنا يسوع المسيح "كطَاقَةُ الفَاغِيَة"، إنما نتيجة شركتنا السرية معه "كصُرَّة الْمُرِّ" الذي يحتل مكانه بالإيمان في قلوبنا.

متى بهنام
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net