الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 8 يوليو 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مَقَادِسُ اللهِ
"لَمَّا قَصَدْتُ مَعْرِفَةَ هذَا، إِذَا هُوَ تَعَبٌ ... حَتَّى دَخَلْتُ مَقَادِسَ اللهِ" ( مزمور 73: 16 ، 17)
يمكننا أن نفهم "مَقَادِسَ اللهِ"، بمعناها الأدبي الواسع وليس بمعناها الحرفي الضيِّق. في هذه الحالة لا تكون هي المقادس الحرفية في خيمة الاجتماع أو في الهيكل، ولا ما تُشير إليه من وجودنا في اجتماعات العبادة، فقد يكون المرء داخل المقادس الحرفية، ويُصاب هناك بالخَرَس لضعف الإيمان، كما حدث مثلاً مع زكريا أبي يوحنا المعمدان (لو1). واليوم ممكن للشخص أن يكون بجسده في الاجتماع، ولا يكون بقلبه في المقادس. ومن الجانب الآخر يمكن للمؤمن أن يمارس حياته العادية، ويكون مع ذلك عائشًا في جو المقادس.

إن المقادس بهذا المفهوم هي جو شركة المؤمن مع إلهه. وعليه فهي مكان التقاء القلب بالرب، وتلذذه به. لقد كان إبراهيم حتمًا في المقادس - بمفهوم أدبي - عندما رفض عروض ملك سدوم. لقد عرف أنه أغنى من ملك سدوم بما لا يُقاس، فكيف يسمح له بأن يقول: "أَنَا أَغْنَيْتُ أَبْرَامَ" ( تك 14: 23 )؟ وكان دانيال أيضًا في المقادس عندما أيقن أنه أعظم جدًا من ذلك الإمبراطور الشرير الذي أتت نهايته، فقال له: "لِتَكُنْ عَطَايَاكَ لِنَفْسِكَ وَهَبْ هِبَاتِكَ لِغَيْرِي" ( دا 5: 17 )، ثم أخبره بقضاء الله عليه. وكان بولس يعيش في المقادس عندما صلى إلى الله أن يكون الملك أغريباس وباقي الأمراء وعلية القوم نظيره هو، ما خلا القيود التي في يديه!

وهذا معناه أن المؤمن في المقادس لا يعوزه شيء، ويشعر بأنه أسعد من الملوك الزائفين الزائلين على الأرض. إننا هناك يمكننا أن نشبع بالرب، إذ ننظر إلى جماله ( مز 27: 4 ). والذي يتمتع بمنظر الرب البهي، لن يكون من السهل أن يُخدع بشهوات العالم، ولا أن يحسد الأشرار وعمال الإثم. على العكس إننا في المقادس - لو فكرنا في الأشرار - سنُشفق عليهم من هول ما ينتظرهم، ولو أن المجال في المقادس، عادةً، لا ينصرف إلى التفكير في الناس بل في الرب.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net