تعني السيادة الإلهية أن الله هو الإله فعلاً، وهو الجالس على عرش الكون، يُدير كل شيء، ويَعمَلُ كُلَّ شيءٍ "حَسَبَ رَأْيِ مَشِيئَتِهِ" ( أف 1: 11 ). ولا توجد صفة تُعزي أبناء الله أكثر من سيادته الإلهية. في أكثر الظروف معاكسةً، في أشدِّ التجارب قسوةً، هم يؤمنون أن سيادته قد عَيَّنَت آلامهم، أن سيادته تسودهم، وأن سيادته ستقدسهم. لا يوجد ما يجب أن يلجأ إليه الأبناء بإخلاص أكثر من إيمانهم أن ربنا هو سَيِّد كل الخليقة، وأن مُلك الله على كل أعمال يديه، وأن له كل الحق أن يجلس على العرش. ومن ناحية أخرى لا تُوجد عقيدة أكثر كراهية عند العالم، ولا حقيقة قد تلاعبوا بها كالكرة، مثل العقيدة العظيمة المُذهلة، ومع ذلك الأكيدة، لقدرة سيادة يهوه غير المحدود. لا مشكلة لدى الناس أن يكون في كل مكان سوى عرشه. إنهم لا ينزعجون أن يكون في ورشته ليصيغ العوالم ويصنع الكواكب. إنهم لا يعترضون أن يُثَبِّت الأرض وويرفع أعمدتها، أو يُنير مصابيح السماء، أو يتحكم في أمواج المحيط؛ لكن حين يعتلي الله عرشه، تبدأ مخلوقاته في الصك على أسنانها. ونحن نُعلن الله الجالس على العرش، وحقه أن يفعل ما يُريده بما يمتلكه، وأن يتصـرف في خليقته بما يراه حسنًا، بدون أن يستشيرهم في الأمر، وهذا هو ما يجعل الناس يعترضون علينا ويمقتوننا، وما يجعلهم يصمون آذانهم عنَّا، لأن الله الجالس على عرشه ليس هو الله الذي يحبونه. لكن الله الجالس على العرش هو مَنْ نُحب نحن أن نعظ به. الله الجالس على العرش هو مَن نثق نحن فيه.
"كُلَّ مَا شَاءَ الرَّبُّ صَنَعَ" ( مز 135: 6 ). نعم، هو العاهل الملكي المُعلَن في الكتاب المقدس. ليس له نظير في البهاء، غير محدود في القوة، لا يتأثر بأيّ شيء.