هل تعلم أن معنى اسم “دِيُوتْرِيفِس”، هو “الذي أرضعه زفس” أو “الذي عالَهُ زفس”؟ وزفس، هو الاسم الشعري لجوبيتر كبير آلهة الرومان، الذي كان يُعتقد أنه يُسيطر على الجميع، وأنه ذو فضل على كل شيء. وصار “زفس” رمزًا لتحكُّم الآلهة المزيفة بحياة الناس.
وتُبرهن الأعداد السابقة على أن ديوتريفس اسمًا على مسمى؛ فهو صورة لهيئة حاكمة تعامت عن الحق الإلهي، واستمدت قوتها من آلهة مزيفة. لقد أحب ديوتريفس السطوة ومكان الصدارة في الكنيسة. ورسالة يوحنا الرسول الثالثة، فضحت أربع بذار للانقسام زرعها هذا الهرطوقي: أولاً: تحكم ديوتريفوس في التواصل مع الكنيسة المحلية، من أجل هذا كتب الرسول يوحنا رسالته إلى غايس الحبيب. ثانيًا: رفض أن يقبل أي مَن هدَّد وضعه هذا. ثالثًًا: اتهم الإخوة اتهامات باطلة. رابعًا: استبعد من الشركة كل مَن لم يصادق هو عليه بحسب رأيه منفردًا. وبما أنه استمد قوته من إله مزيف، فقد صار مناهضًا لكلمة الله ولإنسان الله. هذه هي روح ديوتريفوس بإيجاز.
لو ظهرت هذه الروح في اجتماعك المحلى، لا تيأس، فهناك أمل. لأن يوحنا يُفارق بين شخصية ديوتريفوس الشريرة، وبين الشخصيتين التقيتين اللتين لكل مِن غايس وديمتريوس، المُمثلين للمسيح الذي اتضع (كما تشير أسماؤهما).
وبينما يُمثل ديوتريفوس الأسوأ بين الإخوة، يمثل كل من غايس وديمتريوس النماذج لكل مَن يسعى لأن يخدم الرب بحسب كلمته، فكلاهما معروف بارتباطه بالحق: أحدهما «يَسْلُكُ بِالْحَقِّ» (3يو3)، والآخر «مَشْهُودٌ لَهُ مِنَ الْجَمِيعِ، وَمِنَ الْحَقِّ نَفْسِهِ» (3يو12). ولكي تكافح روح ديوتريفوس كن كغايس وديمتريوس: «أَيُّهَا الْحَبِيبُ، لاَ تَتَمَثَّلْ بِالشَّرِّ بَلْ بِالْخَيْرِ، لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ الْخَيْرَ هُوَ مِنَ اللهِ، وَمَنْ يَصْنَعُ الشَّرَّ، فَلَمْ يُبْصِرِ اللهَ» (3يو11).