أعظم الأعمال التي يُمكن أن نعملها في هذا العالم هي التي تؤول إلى منفعة أبدية. ولا شيء تحت الشمس يثبت ويدوم إلا ما له علاقة بالفداء الذي صنعه ربنا يسوع المسيح. كل مكسب وكل غنيمة وكل فرح وكل شبع تحت الشمس لا بد يسدل عليه ستار الختام، وينتهي خبره مهما طال أمده. أما كل ما له علاقة بالفداء الذي صنعه الرب يسوع المسيح بدمه، وكل زرع من الله بالروح القدس، لا بد يثبت ويدوم. من أجل ذلك إن كنا بالغريزة نحب أولادنا ونحب خيرهم فليس أكثر خيرًا وأوفر ثمرًا من أن نراهم وقد حصلوا على الحياة الأبدية والخلاص من دينونة الله المُعلنة على جنس آدم الساقط. هذا هو المكسب الأبدي والنصيب الذي لا ينزع أبدًا.
هذا هو فكر الله من القديم وقد عبّر عنه حين قال لموسى: «لتَكُنْ هَذِهِ الكَلِمَاتُ التِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا اليَوْمَ عَلى قَلبِكَ، وَقُصَّهَا عَلى أَوْلادِكَ، وَتَكَلمْ بِهَا حِينَ تَجْلِسُ فِي بَيْتِكَ، وَحِينَ تَمْشِي فِي الطَّرِيقِ، وَحِينَ تَنَامُ وَحِينَ تَقُومُ» ( تث 6: 6 ، 7).
وإذا كنا نهمل تربية أولادنا على مبادئ الكلمة الإلهية، ولا نكلف أنفسنا أي جهد في سبيل توصيلها إليهم أو جمعهم حولها لسماعها وشرحها لهم بقدر ما يعطينا الرب من نعمة، فكيف نضمن حصولهم على أغلى بركة نرجوها لهم؟ إن رجالاً ونساء خدموا الله خدمات مباركة جدًا وربحوا أجرًا جزيلاً جدًا بسبب الجلسات العائلية المباركة حول الرب لدراسة الكلمة وللصلاة. وفي بيوت كثيرة مباركة يُمَثِّل المذبح العائلي ركنًا مقدسًا لأجل بركة الأولاد والوالدين على السواء.
إن “سبرجن” الرجل الذي خدم سيده وربح آلاف النفوس بمواهبه التبشيرية والتعليمية يقول إنه مديون لأمه التقية التي علمته منذ نعومة أظفاره طريق المكتوب. كانت تُعلّمه قراءة آيات الكتاب المقدس، وكانت تصلي مع أفراد العائلة.