الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 26 أكتوبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عطيَّة اللهِ
«لَوْ كُنتِ تعْلَمِينَ ... لَطَلَبْتِ أَنتِ مِنهُ فَـأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّـا» ( يوحنا 4: 10 )
غلبَت الدهشة والفضول على المرأة السامرية، فسألت الرب يسوع: «كَيفَ تَطلُبُ مِنِّي لِتشرَبَ، وَأَنتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟» ( يو 4: 9 ). وقد وضعت إجابة الرب (ع10) أمام المرأة ثلاثة أمور:

أولاً: حقيقة أن الله هو العاطي «لَو كُنتِ تَعلَمِينَ عَطِيَّةَ اللَّهِ».

ثانيًا: أنه أشار إلى العظمة الحقيقية غير المَرئية لشخصه. فهو الموصِّل لعطية الله «لَو كُنتِ تَعلَمِينَ ... مَن هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعطِينِي لأَشرَبَ، لَطَلَبتِ أَنتِ مِنهُ». كانت قد رأت فيه مجرَّد يهودي طلب منها جرعة ماء، ولكن عندما تعرفه، ستكتشف أنه حقًا واهب العطايا التي لا تُقدَّر بثمن.

ثالثًا: أوضحَ لها أن العطية هي الماء الحي «لَطَلَبتِ ... فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا». وبذلك حوَّل أفكارها عن الشـيء الطبيعي إلى الروحي. ومرتين في سفر إرميا – على سبيل المثال – قدَّم يهوه نفسه على أنه «يَنبُوعَ المِيَاهِ الحَيَّةِ» ( إر 2: 13 ؛ 17: 13).

وسوء فهم المرأة السامرية أدَّى إلى الكشف عن أمور أخرى نجدها في الآية 14، وهي أيضًا تقع تحت ثلاثة عناوين:

أولاً : كل مَن يشـرب من الماء الحي الذي يُعطيه المسيح «يَصِيرُ فِيهِ»؛ أي يسكن في داخله.

ثانيًا: «يَصِيرُ فِيهِ يَنبُوعَ مَاءٍ يَنبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ»؛ ينبع ويرتفع إلى مستوى مصدره.

وأخيرًا: فإنَّ شُرب هذا الماء، وامتلاك هذا الينبوع، يؤدي إلى الشِبَع الدائم «فَلَن يَعطَشَ إِلَى الأَبَدِ».

وبالماء الحي يقصد الرب ”الروح القدس“، وهذا واضح عندما نصل إلى يوحنا 7: 38، 39 «مَن آمَنَ بِي، كَمَا قَالَ الكِتَابُ، تَجرِي مِن بَطنِهِ أَنهَارُ مَاءٍ حَيٍّ. قَالَ هَذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ المُؤمِنُونَ بِهِ مُزمِعِينَ أَن يَقبَلُوهُ». في يوحنا 3 رأينا ”الابن الوحيد“ هو عطية الله للعالم. ولكن في يوحنا 4 ”الروح القدس“ هو عطية الله للمؤمن، ولكنه عطية من الابن المُتكلِّم الجالس على البئر في ”سوخار“. وبالروح القدس ننال الحياة داخلنا – ويُسمَّى في مكان آخر «رُوحِ الحَيَاةِ فِي المَسِيحِ يَسُوعَ» ( رو 8: 2 )، وبواسطته تنبع الحياة التي في الداخل، وترتفع إلى مصدر الحياة فوق. بهذه الطريقة تكلَّم الرب عن حياة الشـركــة والسجود والشِبَع التي كان مزمعًا أن يجعلها مُتاحة للمؤمن.

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net