الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 31 مايو 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
غُفرت خطايانا الكثيرة!
«قد غُفرت خطاياها الكثيرة، لأنها أحبَّت كثيرًا ... ثم قال لها: مغفورة لكِ خطاياكِ» ( لوقا 7: 47 ، 48)
هناك خطآن علينا أن نتجنَّبهما ونحن نُفسِّر كلمات الرب يسوع. علينا أن لا نستخلِـص أن هذه المرأة خَلُصت بدموعها وعطيتها، فلقد أوضح الرب أن إيمانها هو الذي خلَّصها (ع50)، لأنه لا تُوجد أيَّة أعمال صالحة – مهما كانت نوعيتها وحجمها – تستطيع أن تُعطي الخلاص ( تي 3: 4 - 7).

وعلينا أيضًا ألاَّ نظن أن الخطاة يَخلُصون بالمحبة، سواء محبة الله لهم، أو محبتهم لله. فالله أحبَّ العالم كله ( يو 3: 16 )، لكن ليس معنى هذا أن كل العالم سيخلُص «لأنكم بالنعمة مُخلَّصون، بالإيمان» ( أف 2: 8 ). فالنعمة هي المحبة التي تدفع الثمن، وكان هذا الثمن هو موت ابن الله وسفك دمه، على الصليب.

ولم يرفض الرب دموع المرأة أو عطيتها من الطيب؛ لأن أعمالها كانت دليلاً على إيمانها لأن «الإيمان بدون أعمال ميت» ( يع 2: 20 ، 14- 26). فنحـن لم نَخلُص بالإيمان والأعمال، لكن بالإيمان الذي يُنتج أعمالاً صالحة؛ الإيمان الذي يُعبِّر عن نفسه بالمحبة «الإيمان العامل بالمحبة» ( غل 5: 6 ).

وكيف علمت المرأة أن خطاياها قد غُفرت؟ لقد قال لها الرب يسوع هذا (ع48). وكيف نعلم نحن اليوم أن خطايانا قد غُفرت؟ إن الله يُخبرنا بذلك في كلمتهِ «لأني أكون صفُوحًا عن آثامهم، ولا أذكُر خطاياهم وتعدياتهم في ما بعد» ( عب 8: 12 ). وبمجرَّد أن تُدرك ما تعنية نعمة الله، فأنت لا تواجه أيَّة مشاكل في قبول غفرانه المجاني الكامل، والفرح به.

والرب يسوع عندما قال لها: «مغفورة لكِ خطاياكِ»، فبقوله هذا كان يُعلن أنه الله، لأنه «مَن يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحدَهُ؟». إنه الله بالفعل. وقد ماتَ من أجل خطايانا التي ارتكبناها. وكلمة غفرانه ليست رخيصة، لأنها كلَّفته غاليًا على الصليب.

فكيف خَلَصت هذه المرأة؟ لقد تابت عن خطاياها، ووضعت إيمانها في المسيح. وكيف أدركت أنها حقًا خلَصت؟ لقد أعطاها الرب كلمة الضمان والتأكيد. وما هو برهان خلاصها؟ إنه محبتها للرب التي عبَّرت عنها بالتقدمة المُضحية التي قدَّمتها له. ولأول مرة تنال هذه المرأة سلامًا حقيقيًا مع الله، إذ قال لها الرب: «إيمانك قد خَلَّصك! اذهبي بسلام» (ع50). لقد انتقلت من دائرة العداوة لله، وهي الآن تتمتع بسلام مع الله ( رو 5: 1 ).

وارين ويرسبي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net