السير بدون حذاء ليس فقط خطرًا، لكنه أيضًا مَعيبًا. وهكذا هو الحال أيضًا في سلوكياتنا بدون إنجيل السلام، يصبح المسلَك خطرًا، وأيضًا مُهينًا!
1- لقد كان العبيد قديمًا يسيرون حُفاة؛ الأبناء فقط كانوا يلبسون الأحذية. لذلك فعند عودة الابن الضال قال الأب لعبيده: «اجعلوا ... حذاءً في رجليهِ». وهذه صورة جميلة توضح ما يعمله فينا إنجيل السلام؛ إذ يُعطي المؤمن اليقين أنه ابنٌ لا عبدٌ ( رو 8: 15 ). فما أروع التمتع والسلوك كأبناء، لهم روح التبني!
2- لقد كان الغلاطيون في حالة من الانزعاج والقلق، فرغم إيمانهم إلا أنهم لم يتمتعوا ببركات إنجيل السلام الذي يعلن كفاية المسيح لهم للتبرير بالإيمان فقط، وتحوَّلوا لإنجيل آخر وضعه الناموسيون! فيقول لهم الرسول بولس: «إني أتعجَّب أنكم تنتقلون هكذا سريعًا عن الذي دعاكم بنعمة المسيح إلى إنجيلٍ آخر. ليس هو آخر، غير أنه يوجَد قومٌ يُزعجونكم ويُريدون أن يُحوِّلوا إنجيل المسيح» ( غل 1: 7 ). إن تمتُّعنا بالحق الكتابي الصحيح يجعلنا مُطمئنين، راسخين في الإيمان، ونختبر ما قاله المرنم: «تمسَّكَت خطواتي بآثارك فمَا زلَّت قدماي» ( مز 17: 5 ).
3- في الشريعة الموسوية نقرأ عن شخص «يُدعى اسمُهُ في إسرائيل: بيت مخلوع النعل» ( تث 25: 9 ، 10)، وهو الذي يرفض أن يبني بيت أخيه الميت، ويُعين أرملته. ويا لها من صوره للسلوك الأناني البعيد عن كلمة الله! ولكن إنجيل السلام يُحرِّضنا على الاهتمام بالآخرين «مُحتملين بعضكم بعضًا، ومُسامحين بعضكم بعضًا ... وليملك في قلوبكم سلام الله» ( كو 3: 13 ، 15). وحقًا «طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يُدعَون» ( مت 5: 9 ).
فما أروع حياة وسلوك حسب إنجيل نعمة الله؛ إنجيل السلام! لقد وصف العريس عروسه قائلاً: «ما أجمل رجليكِ بالنعلين يا بنت الكريم!» ( نش 7: 1 )، إذ رأي في محبوبته سلوكًا راقيًا وهادئًا؛ سلوك الاتزان والتعقل، بل رأى فيها سِمات الأُمراء الأجلاَّء. ومن أين لها ولنا هذا الجمال السلوكي لخطواتنا وتحركاتنا؟ إن مصدره هو ربنا يسوع المسيح، وكلمة نعمته. فعندما تملؤنا هذه الكلمة، ترسم مسالكنا، وتُشكِّل اتجاهاتنا. وهكذا يفتخر الرب بنا ويشبع قلبه، عندما يكون سلوكنا كما يحق لإنجيل المسيح، وتصبح خطواتنا هادئة مُتزنة، سِماتها الطمأنينة، وحب الآخرين.