«ومنهُ أنتم بالمسيح يسوع، الذي صارَ لنا حكمة من الله وبرًا وقداسة وفداءً» ( 1كورنثوس 1: 30 )
لقد كنا أمواتًا، ولكننا أخذنا في المسيح حياة جديدة هي حياة الله ـ الحياة الأبدية ـ وهذه الحياة هي في «الابن». والمسيح صار لنا من الله «حكمةً». وما نوع هذه الحكمة؟ إنها حكمة إلهية، نعم كيف أمكَن لله أن يحب أمثالنا؟ هنا حكمة الله، فإذ صار المسيح لنا «حكمةً»، فنحـن نستطيع أن نستغني عن حكمتنا ونطرحها جانبًا، ثم نتعلَّم منه كأطفال صغـار. فكيف كان هو الحكمة لنا؟ الجواب: هو أنه نزل إلى حيث يملك الموت، وجرَّد الموت من سُلطته وشوكته، وأخذنا لنفسه في موكب نُصرته. إن العالم قد أخطأ ضد الله، وقد جاء المسيح في العالم رحمة من عند الله. هذه هي الحكمة. صحيح ما زال الشر يُفسد في العالم. ولماذا يحتمله الله بطول أناة؟ الجواب: لأنه يدعـو خطاة ويخلِّصهم بالإيمان بالمسيح الرب. وهذه هي حكمة الله.
كما صار لنا من الله «بِرًّا»؛ هذا البر هو نفس بر الله الكامل. فأنا في المسيح لي حكمة تملأني تعقُّلاً وهدوءًا، وليس ذلك فقط، بل لي أيضًا برٌّ لا عيبة فيه على الإطلاق، هو بر الله نفسه. كذلك لي فيه «قداسة». وهكذا وجدت في المسيح المنهاج والقياس والقوة للافتراز لله، والانفصال عن العالم، ليس كانفصال الشعب القديم بالختان والبحر الأحمر .. إلخ، بل افتراز وانفصال في المسيح.
والواقع أني في المسيح لا أعود بعد أخاف أو أرتعب من حضرة الله. كلا بل أفتخر في المسيح وأعبُدهُ لأنه غاية ما أريد. وكلَّما تفكَّرت فيما صاره المسيح بالنسبة لي كلَّما بَدا ربحي كاملاً، وكلَّما زاد إكباري لحكمة الله. إن قبولي أمام الله لم يكن لأني أتمَمت جزءًا من المسؤولية، وتمَّم المسيح الجزء الآخر، ولو كان هو الجزء الأكبر، كلا، بل النعمة كلها والحق كله بيسوع المسيح صارا ـ لذلك هو مُخلِّص كامل يُخلِّص إلى التمام. ومن هنا هو لنا من الله «فِدَاءً». وبهذه الفدية الكريمة قد أُبطلت قوة الشر وشوكة الموت، ونتوقع الآن فداء أجسادنا. لي في المسيح الفداء وأتوقع النتيجة الكاملة بافتداء الجسد «فإننا بالروح من الإيمان نتوقع رجاءَ برٍّ» ( غل 5: 5 ). كانت لنا حياة آدم لكننا أخذنا مركزًا جديدًا مختلفًا كل الاختلاف عن مركزنا في آدم. لقد تغيَّر مركزنا كما يتغيَّر مركز مُذنب مرتعب في ساحة القضاء إلى مركز مقبول مَرضي عليه.