الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 8 يونيو 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نازفة الدم
( مرقس 5: 27 ، 28)
لَمَّا سَمِعَتْ بِيَسُوعَ، جَاءَتْ .. مِنْ وَرَاءٍ، وَمَسَّتْ ثَوْبَهُ، لأَنَّهَا قَالَتْ: إِنْ مَسَسْتُ وَلَوْ ثِيَابَهُ شُفِيتُ
سبق وأن سمعت هذه المرأة أنهُ «كان قد شفى كثيرين، حتى وقعَ عليهِ ليلمسَهُ كلُّ مَن فيهِ داء»، «وطلبوا إليهِ أن يَلمسوا ولو هُدبَ ثوبهِ. وكل مَن لَمَسَهُ شُفيَ» ( مر 3: 10 ؛ 6: 56). وبناءً على ما سَمِعَت، شقَّت طريقها إلى المُخلِّص الذي لم يُخيِّب رجاءها، بل قدَّر إيمانها، وشفى جسدها.

لقد كان هناك كثيرون وسط هذا الجمهور مِمَّن كانوا على مقرَّبة من الرب، بل وربما كانوا يزحمونه، لكنهم لم يختبروا أية معجزة، لأنهم كانوا يفتقرون إلى الإيمان. فأن تزحمه شيء، وأن تؤمن به فهذا شيءٌ آخر.

لقد عزمت المرأة على أن تتسلَّل مختفية وسط زحام الجماهير. لكن الرب يسوع أوقفها، وبكل لطف استخلَص منها شهادة رائعة عما فعله لها. ولكن لماذا تعامل معها الرب علانيةً؟ ولماذا لم يدَعها ببساطة تظل مجهولة، وتذهب إلى حال سبيلها؟

من جانب، لقد فعل ذلك لمصلحتها. لقد أراد أن يكون بالنسبة لها أكثر من مُجرَّد شخص شفاها؛ أراد أن يكون مُخلِّصها وحبيبها أيضًا. أراد لها أن تتطلَّع إلى وجهه، وتشعر بحنانه، وتسمع كلماته المُحِبَّة المُطمئِنة. وما أن أنهى كلامه معها إلا واختبرت شيئًا يفوق الشفاء الجسدي؛ لقد دعاها “ابنة”، ودعها لتذهب إلى حالها مصحوبة ببركته وسلامه «يا ابنة، إيمانك قد شفاكِ، اذهبي بسلامٍ وكوني صحيحة من دائِك» ( مر 5: 34 ). وعبارة «كوني صحيحة» كانت تعني أكثر من مُجرَّد الشفاء الجسدي؛ لقد أعطاها الرب شفاءً روحيًا أيضًا.

من جانبٍ آخر، لقد تعامل معها الرب علانيةً ليس من أجل مصلحتها فحسبْ، بل من أجل يَايِرُس أيضًا. فقد كانت ابنته على وشك الموت. وكان أمرًا مزعجًا أن يعوق الجمهور سرعة ذهابه إلى الصبية التي كانت تحتضر. ولكن ما حدث أن هذه المرأة قاطعتهما، وأوقفت الرب! عندئذٍ جاء مَن يُخْبِر يايرس بأن ابنته قد ماتت. ولكن من المؤكد أن كلمات الرب للمرأة عن الإيمان والسلام قد شجعت يايرُس، بقدر ما شجعتها هي. وأخيرًا، تعامل معها الرب علانيةً، لكي تُتاح لها الفرصة لأن تُشارك بشهادتها، وأن تُمجِّد الرب «أرسل كلمتَهُ فشفاهم .. فليَحمَدوا الرب على رحمتِهِ» ( مز 107: 20 ، 21). ولا شك أن البعض مِمَّن كانوا بين الجماهير قد سمعوا حديثها مع الرب، وآمنوا بالمُخلِّص.

شهادتـي أُذيعْ بيـنَ الجُموعْ
ليعرفَ الجميعْ فِدَى يســــــــوعْ

وارين ويرسبي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net