الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫السبت‬ ‫30‬ ‫مارس‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫ندَى حَرمُون‬
‫«ما أَحسَنَ وما أَجمَلَ أَن يَسكُنَ الإِخوَةُ مَعًا! مِثلُ الدُّهنِ الطَّيِّبِ .. مِثلُ ندَى حَرْمُونَ»‬‫ ( مزمور 133: 1 -3)
‫ جبل حَرمُون هو أعلى قمة في كل أرض كنعان، ومن تلك القمة الجليدية البيضاء، التي تُحيط بها سفوح قاحلة جرداء، تنزل قطرات الندَى المُنعشة هاطلة على جبل صهيون. هذا هو أحد الرموز التي يستخدمها الروح القدس ليُصوِّر لنا جمال الإخوة الساكنين معًا في وحدانية قلبية. هناك نجد تصوُّرين جميلين للوحدة بين الإخوة: أولهما أنها مثل الدُّهن الطَّيب النازل من رأس رئيس الكهنة إلى طرف ثيابه. وثانيهما أنها مثل النَدَى النازل كغيوث مُنعشة من قمة حَرمُون الجليدية البيضاء. ‬

‫ حقًا ما أجمل وما أحسن الرمزين! ولكنهما رمزان يُصوِّران فكر الله عن الوحدة بين الإخوة. لكن كيف تتوثق وتنمو هذه الوحدانية؟ بالعيشة في القرب من رئيس الكهنة العظيم لنحظى بأوفر نصيب من الدهن الطيب وهو ينزل من هذا الرأس المبارك. نعم بأن نقترب من ذلك الإنسان المُمجَّد حتى نتشبع من ندَى نعمته المُنعِش للنفس، فتزدهر وتُثمر الحياة لأجل مجده ومدحه. ‬

‫ هذا هو الطريق لأن ”نسكن“ في اتحاد مع إخوتنا. ويوجد فرق كبير بين الكلام عن الوحدة وبين السكن فيها. قد نُعلن باللسان تمسُّكنا ”بوحدة الجسد“ و”وحدانية الروح“، وهذه حقائق مجيدة حقًا، بينما يكون فينا خصام وتحزب؛ الأمور الكفيلة بتحطيم الوحدة عمليًا.‬

‫ إن أراد الإخوة أن يسكنوا معًا في وحدانية، فمن الواجب أن يستمدوا دهنًا طيبًا من الرأس، وأن يستقبلوا الغيوث المُنعشة من ”حَرمُون“ الحقيقي. ينبغي أن نمكث في حضـرة المسيح حتى تتهذب نفوسنا، ونحكم على كل ميل جسدي ونُقمعه، وحتى نطرح جانبًا كل نزعات الطبيعة وأشواكها. وهكذا يتسع القلب وتتعمق العواطف، ونتعلَّم كيف نترفق، وكيف نحمل أضعاف الضعفاء بدون تحيّز، ونقبل في أحشائنا جميع الذين يحبون الرب يسوع من قلب نقي.‬

‫ إن رأسنا المبارك يحب جميع أعضاء الجسد، فإذا ما تعلَّمنا منه فسوف نُحبهم بالمثل. لا شك أن الذين يحفظون كلامه يتمتعون بمحبته الخصوصية، وبحلاوة الشركة معه. وهكذا نُحب بصفة خاصة أولئك الذين نلمح فيهم عمل روحه القدوس، ولكن هذا شيء يختلف تمامًا عن محبتنا لمَن نُعجَب بهم، ويتفقون مع وجهة نظرنا. إننا نُحب مَن يحبون المسيح، وليس مَن يُحبون أفكارنا وكلامنا، وهذا هو المطلوب إن كنا نُريد أن ”نَسْكُن مَعًا“ في وحدانية.‬

‫ أندريه جيبير ‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net