ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت، وقام ليقرأ ( لو 4: 16 )
دخل الرب يسوع المجمع، وقرأ في إشعياء61: 1، 2 وابتدأ يشرح .. «وكان الجميع يشهدون له، ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه» (ع22).
كان اليهود يجتمعون في يوم السبت لقراءة "الناموس والأنبياء"، وليسمعوا «كلمة وعظ» ( أع 13: 15 ). وعندما يريدون السجود، فإنهم كانوا يذهبون إلى الهيكل، حيث أنه ـ وليس المجمع ـ كان بيت الله.
أما اليوم، فإن المسيحيين هم «هيكل الله» ( 1كو 3: 16 ) ووقتما وحيثما يُجمعون معًا إلى اسم الرب، فإنه يحضر في وسطهم ( مت 18: 20 ). فلا حاجة هنا إلى مبنى معيَّن. فالرب يسوع عاملاً في الساجدين بالروح القدس، ينشئ سجودًا للآب ( عب 2: 11 ، 12). وإذا اتّبعنا مثال المسيحيين الأوائل، فإننا نجتمع للسجود، لا في يوم السبت، بل في أول أيام الأسبوع ( أع 20: 7 ). كما نجتمع أيضًا للصلاة وللشركة وللكرازة ( أع 2: 42 ). فالمسيحيون يمكن أن يستمعوا إلى عِظة في الراديو، أو في بعض القنوات التليفزيونية، كما يحدث في الكنيسة، غير أنهم لا يمكنهم السجود بذات الطريقة، حيث أن الرب يسوع لا يكون حاضرًا بالوضع الخاص الذي يَعِد به!!
كان الرب يسوع يذهب إلى الهيكل للسجود: وكانت عادته (custom) أن يذهب إلى المجمع لسماع كلمة الله. ولكن الكلمة المُترجمة "عادته" يمكن أن تُترجم أيضًا "عادة متأصلة دائمة" (Habit) وهي توحي بمعنى أعمق من مجرد أنه كان يذهب عادة إلى المجمع، أو أنه كان يذهب إلى هناك، لو كان ليس مشغولاً بشيء أهم!
إن عادة الاجتماع مع المؤمنين للسجود والصلاة وللتعليم والتعلُّم، ينبغي أن تكون عادة متأصلة فينا، بحيث نشعر بأن شيئًا أصيلا فينا نفتقده إذا تغيبنا.